للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد أتانا عن تميم أنهم ... ذئروا لقتلى عامر وتغضبوا ١

والشقاق بين الزوجين مخالفة كل واحد منهما صاحبه مأخوذ من الشق وهو الناحيه كأن كل واحد منهما قد صار في ناحيه وقيل للعداوه شقاق لهذا المعنى.

قال الأزهري: وسمى الله تعالى الخلع في القرآن افتداء وما تفتدى به المرأة من مالها فدية يقال فديت فلانا بأبي وأمي وفديته بمالي قال الله عز وجل: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} ٢ وفاديت الاسير بالالف إذا دفعت اسيرا من المشركين واخذت اسيرا من المسلمين وفديته بمالي أي اشتريته وخلصته وإنما قالت العرب في افتداء المرأة من زوجها بمالها اختلعت اختلاعا وقد خلعها زوجها لان المرأة جعلت لباسا لزوجها والزوج لباسا لها ومن ذلك يقول الرجل للمرأه شاعريني أي باشريني حتى يكون كل واحد منا شعارا لصاحبه والشعار الثوب الذي يلي الجسد قال الله عز وجل: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} ٣ فإذا فارق الرجل امرأته على عوض يصل إليه منها فكأنه خالع للباسها عن لباسه أي بدنها عن بدنه فسمي خلعا لهذا المعنى والله اعلم.

واذا قلت ابتنى معناه اقطعني منك. فالبت: القطع يقال: طلقها فبت طلاقها وقد تبتها الواحده والثلاث الا أن ظاهر البته الثلاث لأنه القطع الذي لا رفاء له ولا رفع والواحده تبت بانقضاء العدة.

وقوله: أبنى أي اجعلني بائنه منك مفارقه لك بالطلاق.

ومعنى قوله: بارئيني: أي أبرأ مني وأبرأ منك فلا يكون بيننا عصمة


١ البيت في ديوانه ص٦-نصار والنقائص١/٢٤٥، وغيره. انظر تخريجه في: الديوان ص٢. وانظر تخريجه في: الديوان ص٢. ذئروا: غضبوا ونفروا، أو: أنكروا. وانظر: سمط اللآلىء ١/٥٠٢- ٥٠٣.
٢ سورة الصافات، الآية ١٠٧.
٣ سورة البقرة، الآية ١٨٧.

<<  <   >  >>