للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: "تباركت وتعاليت" قال أبو العباس: تبارك الله أي: تعالى الله والبركه النماء والعلو وقال ابن الأنباري: تبارك الله أي: يتبرك العباد بتوحيده وذكر اسمه والتبرك طلب البركة.

وقوله: "وأتوب إليك" أي أرجع إلى طاعتك وأنيب اليك والتائب الراجع إلى طاعة ربه بعد معصيته وخطيئته.

والباء في قوله: بسم الله معناها معنى الابتداء أي ابتدائي باسم الله.

وقوله: "تعالى جدك" الجد ها هنا العظمه قال الله عز وجل: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} ١ أي عظمته.

وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الصلاة: "ولا ينفع ذا الجد منك الجد" ٢ فالجد ها هنا الحظ في الدنيا والغنى ورجل مجدود أي محظوظ في الدنيا غني والمعنى لا ينفع ذا الغنى وكثرة المال غناه يوم القيامه منك انما ينفعه العمل بطاعتك ولا ينفعه كثرة ماله عن عقوبتك فيفتدى منها به كما ينفعه ذلك في الدنيا.

وقوله في التشهد: "التحيات لله" قال الفراء: التحيه: الملك وجمعها التحيات كأنه قال الملك لله وقيل التحيه: البقاء الدائم كأنه قال: البقاء لله عز وجل.

وقيل: معنى التحيه السلام أي السلام لله وهي السلامة من آفات الدنيا والآخرة.

وقوله: "الصلوات لله" أي العبادات كلها لله وقوله: "الطيبات لله" أي الطيبات من الكلام الذي هو ثناء على الله وحمد لله.

وقوله: "السلام عليك أيها النبي" فيه قولان: أحدهما اسم السلام ومعناه اسم الله عليك ومنه قول لبيد:


١- سورة الجن الآية ٣.
٢- متفق عليه: وهو قطعة من حديث أخرجه البخاري برقم "٨٤٤" ومسلم "٥٩٣/ ١٣٧ – ١٣٨" من حديث البراء بن عازب.

<<  <   >  >>