للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن حركهما محرك فتح النون كقوله:

آمين فزاد الله ما بيننا بعدا١

وكما فتح كيف واين.

وفي حديث آخر جاء في افتتاح الصلاة: "اللهم اني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" قيل: وما همزه ونفخه ونفثه؟ قال: "أما همزه فالموتة وأما نفثه فالشعر وأما نفخه فالكبر"٢.

قال الأزهري: فأما الموته فهي شبه الجنون الذي يكون معه الصرع سمي همزا لأنه جعل كالنخس والغمز من الشيطان وكل شيء دفعته فقد همزته.

والنخس: الدفع بالعنف، وسمي الشعر نفثا لأنه كالشيء ينفثه الإنسان من فيه مثل الرقيه ونحوها وقيل للكبر ينفخه لما يمفخه الشيطان في نفسه من التجبر والزهو.

وفي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم افتتح الصلاة فقال: "الله أكبر كبيرا ثلاثا والحمد لله أحمده حمدا كثيرا".

والركوع: الانحناء يقال للشيخ إذا انحنى ظهره من الكبر قد ركع ومنه قول لبيد يذكر كبره وانحناءه:

أخبر أخبار القرون التي مضت ... أدب كأني كلما قمت راكع٣

والسجود: أصله التطامن والميل يقال: أسجد البعير إذا طامن عنقه


١- عجز بيت صدره:
تباعد منى فطحل إذ سألته.
٢- حسن: أخرجه أبو داود "٧٧٥" والنسائي والترمذي وابن ماجه برقم "٨٠٤" وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري.
وانظر: "الإرواء" برقم "٣٤١".
٣- البيت في "ديوان لبيد" القصيدة "٢٤" الشعر والشعراء "١/١٩٩" ومجاز القرآن "١/٥٤" والأغاني "١٤/٩٦, ١٣٤" وغيرها وعجزه في "اللسان" "ركع".
والبيت من قصيدته التي قال فيها ابن قتيبة: "من جيد شعره" وفيه يصف حاله. والراكع في شعر لبيد هنا أي: المنحنى.

<<  <   >  >>