للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للساجد أن يخوى" قال: والتخويه: "أن يقل صدره عن فخديه ويجافي مرفقيه وذراعيه عن جنبيه حتى إن لو لم يكن عليه ما يستر ما تحت منكبيه رؤيت عفره إبطيه وعفرة ابطيه: بياضهما، وأصل العفرة والعفر لون وجه الأرض.

وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى١ جخى في سجوده.

والتجخيه والتخويه واحد ورواه بعضهم جخ.

وقوله: "اذا قعد في الرابعه أماط رجليه": أي نحاهما وأخرجهما عن وركه اليمنى يقال: مطت أميط وامطت الشيء إن نحيته.

قال: "ويقنت في الصبح" والقنوت اصله القيام ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن افضل الصلاة قال: "طول القنوت" ٢، أراد به طول القيام ومعنى القنوت في الصبح أن يدعو بعد رفع رأسه من الركوع في الركعة الاخيره قيل لذلك الدعاء قنوت لان الداعي انما يدعو به قائما فسمى قنوتا باسم القيام والقنوت ايضا الخشوع ومنه يقول الله - عز وجل - {وقوموا لله قانتين} ٣ أي خاشعين والقنوت الطاعه.

وروى المزني٤ حديثا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى نغاشا فسجد شكرا لله عز وجل.

النغاش: والقصير الشاب الضاوي الصغير الجثه ونصب شكرا لأنه مصدر وفيه يقول آخر انه نصب لأنه مفعول به أراد سجد للشكر حين رأى


١- على هامش المخطوطة: سجد "خ".
٢- صحيح: أخرجه النسائي من حديث عبد الله بن حبشي وانظر: "مشكاة المصابيح" برقم "٣٨٣٣"
٣- سورة البقرة الآية ٢٣٨.
٤- مختصر المزنى "١/٩٠". والحديث ضعيف جدا أخرجه الدارقطني "١/٤١٠" من طريق جابر الجعفي عن أبي جعفر به.
وجابر هذا متهم والحديث مرسل وقد وصله يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر مرفوعا بلفظ: "كان إذا رأى الرجل الخلق ساجدا.." الحديث، وهو عند ابن عدى في "الكامل" في ترجمة يوسف هذا وهو متروك الحديث.

<<  <   >  >>