للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعمة الله عليه في تعديله خلقه وتفضيله إياه عل غيره.

قال الشافعي: - رحمه الله -: "ولو صلى رجل وفي ثوبه نجاسه من دم١ أو قيح وكان قليلا مثل دم البراغيث وما يتعافاه الناس لم يعد"٢ معنى قوله وما يتعافاه الناس أي يعدونه عفوا قد عفى لهم عنه ولم يكلفوا غسله لعجزهم عن توقيه والتحفظ عنه وقال الله - عز وجل - لنبيه صلى الله عليه وسلم: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} ٣ أي صفح الله عنك فلم يؤاخذك بما سلف منك وأصله من قولك: عفت الريح الرسوم أي محتها ودرستها فعفت تعفو المعتدي واللازم في ذلك سواء وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سلوا الله العفو والعافيه والمعافاه" ٤ والعفو صفح الله عز وجل عن ذنوب عباده ومحوه إياها بتفضيله والعافيه أن يعافيهم من الاسقام والآفات والمعافاة أن يعافى بعضا من شر بعض يقال اعفى الله فلانا وعافاه بمعنى واحد وتعافى الناس ما قدمت ذكره من دم البراغيث ونحوه تسامحهم فيه وتوسعهم في ترك غسله وعدهم إياه مما قد عفا الله عنه ومحا عنهم إثمه فأسقطوا اثمه عنهم أيضا وجعلوه معفوا عنه.

قال الشافعي: "وان بال رجل في مسجد أو أرض طهر بان يصب عليه ذنوب من الماء"٥ والذنوب الدلو العظيم وهو دون الغرب الذي يكون للسانيه ولا يسمى ذنوبا حتى يكون ملان ماء فالسجل الدلو العظيم مثل الذنوب.


١- في الأصل: "أودر" ولا معنى له والتصويب من المصدر القادم.
٢- انظر: "مختصر المزنى" "١ / ٩٣"
٣- سورة التوبة: الآية ٤٣
٤- ما وجدته هو عن أبي بكر الصديق – رصي الله عنه – مرفوعا بلفظ: "سلوا الله العفو والعافيه" دون "المعافاة" وهو حديث صحيح والحديث أخرجه أحمد برقم "٧" والترمذي "٣٥٥٣" وغيرهما وانظر هامش "مسند أبي بكر الصديق" لأبي بكر المروزى برقم "٤٧".
٥- مختصر المزنى "١ / ٩٥"

<<  <   >  >>