للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السحاب الذي قد هراق ماءه وجمعه نجاء وهطله: صبه الماء

وقوله: "وتجمر الاكفان بالعود حتى يعبق بها" أي تبخر به على النار حتى تلصق رائحته الطيبه بها يقال عبق به رائحة الطيب أي لصق قال طرفه:

ثم راحوا عبق المسك بهم ... يلحفون الأرض هداب الازر١

يريد عبق رائحة المسك لا انه عبق نفس المسك به

وقول المزني: "هذا أحسن في كرامته من انتهاك حرمته" أي من المبالغه في تناول حرمة عورته وكشفه وهو افتعال من النهك يقال انهكه عقوبه أي بالغ في عقوبته ويدخل في الحنوط الكافور وذريرة القصب والصندل الأحمر والأبيض ويقال للزرع الذي بلغ أن يحصد حنط الزرع واحنط وكذلك الرمث والغضا إذا ابيضا بعد شدة الخضره فهو حانط وأنشد شمر:

تبدلن بعد الرقص في حانط الغضا ... أبانا وغلانا به ينبت السدر٢

تبدلن يعني الابل كانت في بلد مكلئ ترقص فيه من النشاط فوقعت إلى بلد كرهته.

قال الشافعي: ٣ - رحمه الله -: "ويوضع الميت من الكفن بالموضع الذي يبقى من عند رجليه منه اقل مما عند رأسه ثم يثنى عليه صنفة الثوب الذي يليه" صنفة الثوب زاويته وكل ثوب مربع له اربع صنفات وهي زوايا الازار والملاءه وقيل صنفة الثوب طرته وروى الشافعي: ان النبي صلى الله عليه وسلم

١- البيت في "ديوانه" "ص ٥٥" ومختارات ابن الشجري "١ / ٣٦" و"البلاغة" للمبرد "ص ٨٤" والبديع لأسامة بم منقذ "٢٢٣" والعقد الفريد "٥ / ٣٥٩" واللسان "عبق لحف" والمخصص "١١ / ٢٠٤" من قصيدة له يصف أحواله وتنقلة في البلاد ولهوه وأول القصيدة:

أصحوت اليوم أم شافتك هر؟ ... ومن الحب جنون مستعر

يلحقون الأرض: يغطون الأرض بجر ذيولهم عليها كبرا الهذاب: الخيوط التي تبقى في طرفي الثوب من عرضيه دون حاشيتيه الأرز

الواحد: ازار كل ثوب يؤتزر به أي: يستتر به.


٢- البيت في "اللسان" [حنط] : بلا نسبة.
٣- مختصر المزنى "١ / ١٧٤".

<<  <   >  >>