للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يبتلوا و"العافيه معدومه معروفه" يعني المبتلي ببليه يعدم معها العافيه فحينئذ يعرف قدرها.

وقوله: "اللهم اشكر حسنته" أي اشكر أعماله الحسنة باثابته عليها أضعافها "واغفر سيئته" أي غطها بغفرانك لها و"اعذه من عذاب القبر" أي اجره وآمنه منه.

وقوله: "اللهم اخلفه في تركته في الغابرين" أي كن خليفته فيمن اخلف من أهاليه حيطة وشفقة وقياما بامرهم والغابرون الباقون.

وقوله: "وارفعه في عليين" أي ارفعه في منازل الابرار من أهل الجنه التي هي في اعلى المنازل والدرجات والعليون من نعت المنازل واحداها على وجمعت على النون وكان حقها أن تجمع على العلالي لانها غير محدوده الواحد وهو كما يقال اطعمنا مرقة مرقين وقنسرين.

وروى الشافعي الحديث المرفوع: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا"١ قال الشافعي: "الهجر يدخل فيه الدعاء بالويل والثبور والنياحه" قال الازهري: الهجر في كلام العرب ما يستفحش من الكلام يقال اهجر الرجل في منطقه اهجارا وهجرا إذا افحش فإذا قالوا هجر يهجر هجرا فمعناه الهذيان٢.

وقوله والمعول عليه يعذب قال شمر العويل الصياح والبكاء يقال اعول اعوالا وعويلا وعول تعويلا إذا صاح وبكى وانشد:

فهل عند رسم دارس من معول٣


١- حسن: رواه الحاكم "١ / ٣٧٦" عن أنس بإسناد حسن
٢- ومنه قول الشماخ [دياونه: ١٣٥] :
ممجدة الأعراق قال ابن ضرة
عليها كلاما جا فيه وأهجرا
٣- عجز بيت لامرئ القيس وصدره:
وإن شفائي عبرة مهراقة
والبيت من معلقته وديوانه "ص ٣١" و "جمهرة أشعار العرب" "١٢٤" و "شرح المعلقات السبع" للزوزي "ص ٧" و "تفسير الطبري" "٣ / ١٢٧, ١٢ / ١٣٦" وغيرها كثير. المهراق: المصبوب , المعول: المبكي, والعبرة: الدمع , وانظر شرحه في "المعلقات" وغيره كثير.

<<  <   >  >>