للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الشافعي: "ويضع ياسرة السرير المقدمة"١ وإن شئت المقدمة فمن قال المقدمة فمعناها المتقدمة منه قوله عز وجل: {لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ} ٢ أي لا تتقدموا يقال: قدم وتقدم واستقدم بمعنى واحد ومقدمه الجيش بكسر الدال من هذا من قال المقدمه أراد التي قدمت.

وقوله في الدعاء للميت: "وقد جئناك راغبين اليك شفعاء له" أصل الشفع الزياده قال الله عز وجل: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} ٣ أي يزيد عملا إلى عمل وعين شافعة تنظر نظرين فكأن المصلين على الميت إذا دعوا له طلبوا أن يزاد بدعائهم رحمة إلى ما استوجب منهم بعمله أو بتوحيده.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "شفاعتي لاهل الكبائر من امتي" ٤ وهي للموحدين الذين ارتكبوا الكبائر يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعفى لهم عن ذنوبهم ويزدادوا كرامة على ما استوجبوا بتوحيدهم خالقهم عز وجل والله اعلم

٢٥١ - وقوله الاشحاء من ولده واهله

أي الاضناء كانوا بحياته المشفقين عليه واصل الشح البخل وواحد الاشحاء شحيح

٢٥٢ - وقوله إن عفوت عنه فاهل العفو أنت

معناه إن تفضلت بالعفو عن ذنوبه فاهل الفضل انت وقال ابن الاعرابي في قوله

سلوا الله العفو والعافيه والمعافاه قال العفو عن الذنوب والعافيه من الاسقام والمعافاة يريد ما بينك وبين الناس من المظالم أي سلوه أن تعفوا عنهم ويعفوا هم عنكم قال والعافيه تكون من الاوجاع وتكون من عذاب جهنم

وروى عن جعفر بن محمد رضي الله عنه انه قال العافيه موجودة مجهولة والعافية معدومة معروفة أراد بقوله العافيه موجوده مجهولة أن الناس عرفوا لم يعرفوا قدرها حتى


١- انظر: "مختصر الأم" "١ / ١٧٩"
٢سورة الحجرات الآية ١
٣- سورة النساء الآية ٨٥.
٤- صحيح: أخرجه أبو داود "٤٧٣٩" وغيره من حديث أنس وانظر تخريجه في " السنة " لابن أبي عاصم برقم "٨٣١ – ٨٣٢"

<<  <   >  >>