للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيره والعرب تسميهم الخلطاء والخليطى والخليطي وانشدني بعض العرب:

وكنا خليطى في الجمال فاصبحت ... جمالي توالى ولها من جمالكا١

ولها أي تحن إلى ألافها توالى تميز يقال وال الجرب عن الصحاح أي ميزها عنها.

قال الشافعي: "واذا جزأت الماشيه عن الماء فعلى المصدق أن يأخذ الصدقه في بيوت اهلها" معنى جزأت أي اكتف بالرطب وهو العشب من بقول الأرض عن شرب الماء٢ وذلك أن الابل في الشتاء إذا بكر وسميه وتتابع ودقه٣ اعشبت الأرض واخصبت الانعام فاكتفت برطوبة المراعي عن الماء تكون كذلك ثلاثة اشهر أو اربعة اشهر لا تذوق الماء فإذا هاج النبت ويبس البقل واشتد الحر انتقص جزؤها واوردت اعداد٤ المياه يقال جزأت واجتزت إذا اكتفت بالرطب عن الماء.

وروى في الحديث: "ان النبي صلى الله عليه وسلم تسلف من رجل بكرا ثم رد عليه جملا رباعيا خيارا" ٥ معنى تسلف واستسلف أي استقرض ليرد مثله عليه وقد اسلفته أي اقرضته والسلف القرض واصله من قولهم سلفت القوم أي تقدمتهم ومنه قيل للقرن إذا تقدموا بموت ويخلفهم اولادهم سلف وهو جمع سالف كما يقال خادم وخدم وحارس وحرس والخلف جمع خالف واسلف واسلم بمعنى واحد واستسلاف النبي صلى الله عليه وسلم البكر يدل على جواز السلم في الحيوان لأنه لا يجوز الاستقراض الا فيما له مثل يضبط بالصفد.


١- البيت في "اللسان" [خلط – ولي] بلا نسبة.
٢- ومنه قول الشماخ [ديوانه: ٣٣١] :
إذا الأرطى توسد أبرديه
خدود جوازىء بالرمل عين
٣- الوسمي: مطر الربيع والودق: المطر كله شديده وهينه.
٤- العد: الماء الدائم لا انقطاع له, وجمعه: اعداد.
٥- صحيح أخرجه مالك "٢ / ٦٨٠ برقم ٨٩ – طبعة الحلبي" و "ص ٤٢٢ برقم ٨٩ – طبعة الشعب" ومسلم "١٦٠٠ / ١١٨ – ١١٩" وأبو داود "٣٣٤٦" وغيرهم كثير من حديث أبي رافع.

<<  <   >  >>