أما ابن سعد فنصف رواياته من طريق الواقدي، والواقدي ضعيف، وغير ثقة، ونصف الروايات التي رويت عن غير الواقدي تحتاج إلى فحص وتنقيح.
وفي روايات الطبري بعض كبار شيوخه، وهم من الضعفاء، ولذلك لا نقبل أي كتاب من كتب التاريخ إلا بعد الفحص والتحري.
ولا شك أن هذه الكتب تحتاج إلى بحث وتنقيح وتحقيق على القواعد التي وضعها علماء المسلمين لمعرفة الأخبار، وقد قام العلامة شبلي وتلميذه العلامة السيد الندوي بهذه المهمة في تأليف هذا الكتاب.
إن كتب السيرة كثيرة، ولكن هذه المؤلفات السالفة من أهم المراجع، وكل من ألف بعد هؤلاء اقتبس من كتبهم.
وقد ذكر شبلي ترجمة لكل واحد منهم، لذا فإني أذكر تراجمهم مع حذف وزيادة:
١- محمد بن إسحاق (١) المتوفى سنة ١٥٠هـ.
وهو أكثر الناس شهرة في المغازي والسير، لأنه من التابعين وقد رأى أنس بن مالك رضي الله عنه بالمدينة.
قال علي بن المديني:"مدار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة" فذكرهم، ثم قال: "فصار علم الستة عند اثني عشر، أحدهم محمد بن
(١) انظر: ترجمته في "سيرة النبي" (١/٢٤) و"سير أعلام النبلاء" (٧/٣٥) و "تهذيب التهذيب" (٩/٣٨ـ٤٦) .