للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إسحاق". سئل ابن شهاب الزهري عن المغازي، فقال: "هذا أعلم الناس بها"، يعني محمد بن إسحاق.

كان الإمام مالك يعارضه، ولكن الآخرين يثقون برواياته في المغازي والسير، قال الذهبي: "والذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال، صدوق"، وذكره ابن حبان في " الثقات ".

قال يعقوب بن شيبة: سألت عليا –يعني ابن المديني-: كيف حديث ابن إسحاق عندك، صحيح؟ فقال: نعم، حديثه عندي صحيح، قلت: فكلام مالك فيه؟ قال: مالك لم يجالسه ولم يعرفه، وأي شيء حدَّث به ابن إسحاق في المدينة؟

قلت: فهشام بن عروة قد تُكُلم فيه، فقال علي: الذي قال هشام ليس بحجة إلخ. وهو الذي رفع شأن علم المغازي.

وذكر العلامة شبلي أن كتاب ابن اسحاق في "المغازي" ترجم إلى اللغة الفارسية في عصر الشاعر الشهير سعدي الشيرازي بأمر من أبي بكر سعد الزنكي، ومنه نسخة خطية في مكتبة إله آباد في الهند (١) .

٢- ابن هشام

هو أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المتوفى سنة ٢١٨هـ أو ٢١٣هـ مؤرخ ونسابة ونحوي، ولد في البصرة وعاش في مصر.

وقال السيوطي: وثقه أبو سعيد بن يونس (٢) .

لخص ابن هشام في كتابه السيرة التي صنفها محمد بن إسحاق وهذبها،


(١) "سيرة النبي" (١/٢٤) ، لقد بحثت عن هذه النسخة المخطوطة ولم أوفق في الحصول عليها، وقد أشار إلى وجود قطعة من الكتاب فؤاد سزكين في "تاريخ التراث العربي" (٢/٤٦١) ولكن النسخة الكاملة مفقودة.
(٢) انظر: "بغية الوعاة" ص (٣١٥) و"شذرات الذهب" (٢/٤٥) و"الأعلام" للزركلي (٤/٣١٤) و"سير أعلام النبلاء (١٠/٤٢٨) .

<<  <   >  >>