الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فللنفس الإنسانية خواطرها وخطراتها الطيبة، وخواطرها وخطراتها السيئة، لا محالة-حاشا الرسل والأنبياء، عليهم الصلاة والسلام-.
لكن مهمة الإنسان أن يحافظ على الخواطر الخيرة، ويستكثر منها، ويحقهها في حياته ما استطاع، وأن يطرد الخواطر السيئة ويستغفر منها، وأن لا يتبعها؛ فيضل ويضل، ويهلك ويهلك.
وهذه الأوراق تتضمن كلمات قلتها في بعض المناسبات والظروف، وكان لها طابع معين؛ إذ قد تكون مناسبة لذلك الظرف، أو فيها شيء من الحكمة، أو الظرف؛ وقد رأيت أن أنقلها للقاريء الكريم؛ لما أعلمه من أنس غالب النفوس بمثل هذا النوع من الكلام، ولا سيما مع تنوع الكلام، وتعدد أغراضه؛ مما سيكون له الأثر في قبول الفائدة والنكتة الباعثة على السرور والمرح.
ولست مع أسلوب الوقار المتكلف في الحياة، ولا المرح المتفلت من قيود الفضيلة، ولكن خير الأمور أوسطها.
والجد قد يحتاج إلى شيء من الهزل، ولا خير في هزل لا جد فيه؛ ولهذا جاءت هذه الكلمات ما بين جد في جد، أو جد في هزل.