للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حديث من بين القبور!]

قل أن يمر يوم لا يصلي فيه الأحياء على ميت أو أكثر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، منذ عهده عليه الصلاة والسلام إلى اليوم، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!.

وهذا مشهد فيه عبرة وأي عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!.

ورحم الله أولئك المشيعين طاعة لله وإخباتا، وحرصا على تأديبهم لأنفسهم، ويقينا منهم بأنهم اليوم مشيعون، وغدا-إن لم يكن اليوم -مشيعون!.

وإذا حملت جنازة فاعلم ... بأنك بعدها محمول!

ويا لله ما أكثر المودعين كل يوم، الذين يصبحون في التراب مودعين، وبأعمالهم مرتهنين!.

ويا لله كم من إنسان يرقد في بقيع الغرقد!.

ولا تزال تسير القافلة، والناس ساهية غافلة!.

وكم من حديث للنفس بين المقابر، ولاسيما بقيع الغرقد، وإن كانت عظة الموت واحدة!.

كم من حديث مع النفس يسري منها، أو إليها، عبر السير في الجنازة أو الوقوف بين المقابر!.

إنك اليوم أيها الإنسان مودع أخاك أو عزيزك، ليس في المطار، ولا في رحلة إلى مصيف، ولكن إلى حيث يواريه التراب، ويقف بين يدي رب

<<  <   >  >>