للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيسر من الصبر على المشكلة وتأخير حلها، أو تجاهلها متحملين في سبيل ذلك كل ما ينشأ عنه من منغصات وعواقب وخيمة.

- وينبغي للقضاة أن يتفهموا هذه المشكلة، وأن ينصفوا المظلومين؛ فإنه بغض النظر عن الآراء الفقهية فقد قال صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"؛ فلا يدخلوا في ذممهم ظليمة ظالم أو مخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم هذا وأمثاله؛ فلا يصح للقاضي أو سواه أن يثير في نفس المرأة المظلومة من زوجها مشاعر الحزن والأسى أو الخوف من المستقبل بعد الفراق؛ فلا ينبغي أن يفعل ذلك طمعا في إعادتها إلى الوضع الذي جاءته متظلمة منه؛ بل عليه أن يكون ناصحا لها، وليس النصح لها منحصرا في إلزامها بالبقاء في عصمة الزوج على الظلم، فالواجب التثبت من قضيتها ثم إنصافها من ظالمها.

- وعلى المجتمع المسلم، بأسره، أن يسهم في علاج هذه المشكلة، وأن يسعوا في رفع هذه المظلمة الاجتماعية، كل فيما يخصه، وبما يستطيع:

*فأولياء أمور النساء عليهم مسؤولية، تبدأ من مسؤولية الاختيار، ثم مسؤولية الرعاية والاطمئنان على حال بناتهم، ثم الوقوف معهن بالنصرة والتأييد والحماية، بعد التثبت المؤكد.

*كما أن على الآباء خاصة أن يتقوا الله تعالى في بناتهم وفلذات أكبادهم؛ فلا يضيعوهن بأي سبب، سواء كان بالتفريط وعدم المبالاة وعدم حسن الاختيار، أو كان بعضل بناتهم من الزواج رغبة في استغلالهن وتشغيلهن، كما لو كانت ابنته عنده جارية أو أمة؛ ومثل هذا لا يقدم عليه

<<  <   >  >>