للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واليقين. وقد يعبر عنه السلف بالنية؛ قال ابن مندة رحمه الله (١): " ذكر وجوب النية للإسلام والإيمان بالله وحده لا شريك له " (٢).

والدليل على كفر الشك قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ الساعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَواكَ رَجُلًا لَكِنا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} [الكهف: ٣٥ - ٣٨]. قال ابن جرير الطبري رحمه الله: " {وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} وظلمه نفسه: كفره بالبعث، وشكه في قيام الساعة، ونسيانه المعاد إلى الله تعالى، فأوجب لها بذلك سخط الله وأليم عقابه، وقوله: {قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} يقول جلّ ثناؤه: قال لما عاين جنته، ورآها وما فيها من الأشجار والثمار والزروع والأنهار المطردة شكاً في المعاد إلى الله: ما أظنّ أن تبيد هذه الجنة أبدا، ولا تفنى ولا تَخْرب، وما أظنّ الساعة التي وعد الله خلقه الحشر فيها


(١) هو الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحي بن مندة، ولد في سنة عشر وثلاثمائة أو إحدى عشر وثلاثمائة بأصبهان، ونشأ نشأة علمية فوالده وجده أئمة، رحل في طلب العلم إلى نيسابور والعراق والمدينة وغيرها، توفي سنة ٣٩٥ هـ، (مقدمة كتاب الإيمان، ابن مندة، مرجع سابق، (١/ ٢٢ - ٥١).
(٢) كتاب الإيمان، ابن مندة، (١/ ١٥٤).

<<  <   >  >>