للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وذكر العلماء للتوبة أربعة شروط في أي ذنب يقترفه المسلم وهي كما يلي (١):

١ - ان تكون التوبة خالصة لله تعالى.

٢ - أن يقلع عن الذنب.

٣ - وأن يندم على ما قد مضى.

٤ - وأن يعزم في المستقبل على ألا يعود إليه.

٥ - وإذا كان الأمر يتعلق بحقوق الآدميين، سواء بأموالهم، أو أعراضهم، أو أبدانهم، فعليه أن يطلب المسامحة ممن له عليه حق، أو يؤدي الحقوق إلى أهلها.

قال ابن القيم: (والظلم عند الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة له دواوين ثلاثة: ديوان لا يغفر الله منه شيئًا، وهو الشرك به، فإن الله لا يغفر أن يُشْرَك به. وديوان لا يترك الله تعالى منه شيئًا، وهو ظلم العباد بعضهم بعضًا، فإن الله تعالى يستوفيه كله. وديوان لا يعبأ الله به شيئًا، وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عزَّ وجلَّ، فإن هذا الديوان أخف الدواوين وأسرعها محوًا، فإنه يُمحى بالتوبة والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، ونحو ذلك. بخلاف ديوان الشرك؛ فإنه لا يُمحى إلا بالتوحيد، وديوان المظالم لا يُمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها واستحلالهم منها) (٢).

فإن أخف الدوواين يمحى بالتوبة والاستغفار والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً بدون استثناء اذا تاب العبد وأناب


(١) رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، محيي الدين أبي زكريا النووي، دار مكتبة الحياة، ١٩٨٣ هـ، ص: (١١).
(٢) الوابل الصيب من الكلم الطيب، محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، تحقيق: سيد إبراهيم، دار الحديث - القاهرة الطبعة الثالثة، ١٩٩٩ م، (١/ ٢٤).

<<  <   >  >>