للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يكون إلا في العلم، ولهذا لا يوصف باليقين إلا من اطمأن قلبه علماً وعملاً ". (١) وبذلك يكون الشك أخص من الريب، ويكون الشاك كافراً بسبب الإخلال بشرط العلم؛ الذي هو أصل قول القلب". (٢)

ولذلك فمن تاب من الشك، وآمن بوجود الله عز وجل، وأتبع ذلك بتوحيد الله تعالى توحيد العبادة تاب الله تعالى عليه، قال القاضي عياض رحمه الله: "أما مفتري الكذب عليه تبارك وتعالى بادعاء الإلهية أو الرسالة أو النافي أن يكون الله خالقه أو ربه أو قال ليس لي رب أو المتكلم بما لا يعقل من ذلك في سكره أو غمرة جنونه فلا خلاف في كفر قائل ذلك ومدعيه مع سلامة عقله كما قدمناه لكنه تقبل توبته على المشهور وتنفعه إنابته وتنجيه من القتل ". (٣)

وقد أو ضح أهل العلم أن من تاب إلى الله عز وجل؛ تاب الله تعالى عليه حتى وإن كانت معصيته شركاً بالله عز وجل، فباب التوبة مفتوح لكل من عصى الله إذا توفرت شروطها، قال تعالى:} وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَحِيمًا {[النساء: ١١٠]. وقال تعالى:} فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {[المائدة: ٣٩]. قال السعدي رحمه الله: " فيغفر لمن تاب فترك الذنوب، وأصلح الأعمال والعيوب، وذلك أن لله ملك السماوات والأرض، يتصرف فيها بما يشاء من التصاريف القدرية والشرعية، والمغفرة والعقوبة، بحسب ما اقتضته حكمته، رحمته الواسعة ". (٤)


(١) مجموع الفتاوى ١٤/ ١٠٨، كتاب الإيمان، ص: ٢٦٨
(٢) نواقض الإيمان الإعتقادية وضوابط التكفير عن السلف، محمد بن عبد الله الوهيبي، دار المسلم، ط ٢، ١٤٢٦ هـ، الرياض، (٢/ ٧٣).
(٣) الشفا بتعريف حقوق المصطفى، القاضي عياض اليحصبي، المكتبة العصرية، (د. ط) ١٤٢٨ هـ بيروت، (٣٩٨).
(٤) تيسير الكريم المنان، السعدي، ص: (٢٥٤).

<<  <   >  >>