للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحرام بخصوصه فقصده لزيارته وعمارته بالطواف الذي خصه الله به من نوع الجهاد في سبيل الله عز وجل.

وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد فقال: "لكن أفضل الجهاد حج مبرور" يعني أفضل جهاد النساء ورواه بعضهم: "لكن أفضل الجهاد حج مبرور" فيكون صريحا في هذا المعنى وقد خرجه البخاري بلفظ آخر وهو: "جهادكن الحج" وهو كذلك وفي المسند وسنن ابن ماجه عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي قال: "الحج جهاد كل ضعيف" وخرج البيهقي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة" وفي حديث مرسل الحج جهاد والعمرة تطوع وفي حديث آخر مرسل خرجه عبد الرزاق أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني جبان لا أطيق لقاء العدو قال: "ألا أدلك على جهاد لا قتال فيه" قال: بلى قال: "عليك بالحج والعمرة" وخرج أيضا من مراسيل علي بن الحسين أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد فقال "ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه الحج" وفيه عن عمر أنه قال: إذا وضعتم السروج يعني من سفر الجهاد فشدوا الرحال إلى الحج والعمرة فإنه أحد الجهادين وذكره البخاري تعليقا وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إنما سرج ورحل فالسرج في سبيل الله والرحل والحج خرجه الإمام أحمد في مناسكه.

وإنما كان الحج والعمرة جهادا لأنه يجهد المال والنفس والبدن كما قال أبو الشعثاء نظرت في أعمال البر فإذا الصلاة تجهد البدن دون المال والصيام كذلك والحج يجهدهما فرأيته أفضل وروى عبد الرزاق بإسناده عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رجلا سأله عن الحج قال: إن الحاج يشفع في أربعمائة بيت من قومه ويبارك في أربعين من أمهات البعير الذي حمله ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال له رجل: يا أبا موسى إني كنت أعالج الحج وقد كبرت وضعفت فهل من شيء يعدل الحج فقال له: هل تستطيع أن تعتق سبعين رقبة مؤمنة من ولد إسماعيل فأما الحل والرحيل: فلا أجد له عدلا أو قال مثلا وبإسناده عنه طاوس أنه سئل هل الحج بعد الفريضة أفضل أم الصدقة؟ قال: فأين الحل والرحيل والسهر والنصب والطواف بالبيت والصلاة عنده والوقوف بعرفة وجمع ورمي الجمار كأنه يقول الحج أفضل.

وقد اختلف العلماء في تفضيل الحج تطوعا أو الصدقة فمنهم من رجح.

<<  <   >  >>