عمره" وفي الترمذي " أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك" وفي رواية: " حصاد أمتي من بلغ الخمسين فقد تنصف المائة فماذا ينتظر".
لهفي على خمسين عاما قد مضت ... كانت أمامي ثم خلفتها
لو كان عمر بمائة هدني ... تذكري أني تنصفتها
في بعض الكتب السالفة: إن لله مناديا ينادي كل يوم: أبناء الخمسين زرع دنا حصاده أبناء الستين هلموا إلى الحساب أبناء السبعين ماذا قدمتم وماذا أخرتم أبناء الثمانين لا عذر لكم ليت الخلق لم يخلقوا وليتهم إذ خلقوا علموا لماذا خلقوا وتجالسوا بيهم فتذاكروا ما عملوا ألا أتتكم الساعة فخذوا حذركم.
وقال وهب: إن لله مناديا ينادي في السماء الرابعة كل صباح: أبناء الأربعين زرع دنا حصاده أبناء الخمسين ماذا قدمتم وما أخرتم أبناء الستين لا عذر لكم.
وفي حديث: "إن الله يقول للحفظة ارفقوا بالعبد ما دامت حداثته فإذا بلغ الأربعين حققا وتحفظا" فكان بعض رواته يبكي عند روايته ويقول: حين كبرت السن ورق العظم وقع التحفظ قال مسروق: إذا أتتك الأربعون فخذ حذرك وقال النخعي: كان يقال لصاحب الأربعين احتفظ بنفسك وكان كثير من السلف إذا بلغ الأربعين تفرغ للعبادة وقال عمر بن عبد العزيز: تمت حجة الله على ابن الأربعين فمات لها ورأى في منامه قائلا يقول له:
إذا ما أتتك الأربعون فعندها ... فاخش الإله وكن للموت حذارا
يا أبناء العشرين كم مات من أقرانكم وتخلفتم يا أبناء الثلاثين أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم يا أبناء الأربعين ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم يا أبناء الخمسين تنصفتم المائة وما أنصفتم يا أبناء الستين أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم أتلهون وتلعبون لقد أسرفتم.
وإذا تكامل للفتى من عمره ... خمسون وهو إلى التقى لم يجنح
عكفت عليه المخزيات فما له ... متأخر عنها ولا متزحزح
وإذا رأى الشيطان غرة وجهه ... حيا وقال فديت من لا يفلح
قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تصل.