أبو أمامة: لا تقوم الساعة حتى ينتقل خيار أهل العراق إلى الشام وشرار أهل الشام إلى العراق وخرجه الإمام أحمد.
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز فتضيء لها أعناق الإبل ببصرى" وقد خرجت هذه النار بالحجاز بقرب المدينة ورؤيت أعناق الإبل من ضوءها ببصرى في سنة أربع وخمسين وستمائة وعقيبها جرت واقعة بغداد وقتل بها الخليفة وعامة من كان ببغداد وتكامل خراب أهل العراق على أيدي التتار وهاجر خيار أهلها إلى الشام من حينئذ فأما شرار الناس فتخرج نار في آخر الزمان تسوقهم إلى الشام قهرا حتى تجتمع الناس كلها بالشام قبل قيام الساعة.
وفي سنن أبي داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام" وخرجه الحاكم ولفظه: " خير منازل المسلمين يومئذ".
إخواني من كان من هذه الأمة فهو من خير الأمم عند الله عز وجل قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران: ١١٠] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها عل الله عز وجل".
لما كان هذا الرسول النبي الأمي خير الخلق وأفضلهم كانت أمته خير أمة وأفضلها فما يحسن بمن كان من خير الأمم وانتسب إلى متابعة خير الخلق وخصوصا من كان يسكن خير منازل المسلمين في آخر الزمان إلا أن يكون متصفا بصفات الخير مجتنبا لصفات الشر وقبيح به أن يرضى لنفسه أن يكون من شر الناس مع انتسابه إلى خير الأمم ومتابعة خير الرسل قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}[البينة:٧] فخير الناس من آمن وعمل صالحا وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: ١١٠] .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"خير الناس من فقه في دين الله ووصل رحمه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر" وفي رواية: "خير الناس أتقاهم للرب وأوصلهم للرحم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر" وقال: "الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" وقال: "خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله" وقال: "خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره".