وقال:" ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى قال: الذين إذا رؤوا ذكر الله وقال: ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى قال: المشاؤن بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب" وقال: "شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه" وقال: "إن من شر الناس يوم القيامة منزلة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه" وقال: "إن من شر الناس عند الله منزلة من يقرأ كتاب الله ثم لا يرعوي إلى ما فيه" وقال: "من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من أذهب آخرته بدنيا غيره".
أعمال الأمة تعرض على نبيها في البرزخ فليستح عبد أن يعرض على نبيه من عمله ما نهاه عنه لما وقف صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع قال:"إني فرطكم على الحوض وأني مكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي" يشير إلى أنه صلى الله عليه وسلم يستحي من سيئات أمته إذا عرضت عليه وقال: "ليؤخذن برجال من أمتي ذات الشمال فأقول: يا رب أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: سحقا سحقا لمن بدل بعدي" خير هذه الأمة أولها قرنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وقال: "بعثت في خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كتبت من القرن الذي كنت منه".
كما قد جاء مدح أصحابه في كتابه تعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[الفتح: ٢٩] و {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}[الفتح: ١٨] وخص الصديق من بينهم بالصحبة بقوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠] .
لما جلى الرسول صلى الله عليه وسلم عروس الإسلام وأبرزها للبصائر من خدرها أخرج أبو بكر رضي الله عنه ماله كله نثارا لهذا العروس فأخرج عمر النصف موافقة له فقام عثمان بوليمة العرس فجهز جيش العسرة فعلم علي رضي الله عنه أن الدنيا ضرة هذه العروس وأنهما لا يجتمعان فبت طلاقها ثلاثا فالحمد لله الذي خصنا بهذه الرحمة وأسبغ علينا هذه النعمة وأعطانا ببركة نبينا هذه الفضائل الجمة فقال لنا:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران: ١١٠] .
من أين في الأمم مثل أبي بكر الصديق أو عمر الذي ما سلك طريقا إلا هرب الشيطان من ذلك الطريق أو عثمان الصابر على مر الضيق أو عليا بحر العلم العميق أو حمزة والعباس أفيهم مثل طلحة والزبير القرنين أو مثل سعد.