للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو المهاجر معه فى الحديد؛ فلما استحرّ الأمر أمر عقبة بفتح الحديد عنه، فأبى أبو المهاجر، وقال: ألقى الله فى حديدى؛ فقتل عقبة وأبو المهاجر ومن معهما.

حدثنا عبد الملك بن مسلمة، حدثنا الليث بن سعد أن عقبة بن نافع قدم من عند يزيد بن معاوية فى جيش على غزو المغرب، فمرّ على عبد الله بن عمرو، وهو بمصر، فقال له عبد الله: يا عقبة، لعلّك من الجيش الذين يدخلون الجنّة برحالهم، فمضى بجيشه حتى قاتل البربر، وهم كفّار، فقتلوا جميعا.

حدثنا عبد الملك بن مسلمة، حدثنا ابن لهيعة، عن بحير «١» بن ذاخر المعافرى، قال: كنت عند عبد الله بن عمرو بن العاص حين دخل عليه عقبة بن نافع بن عبد القيس الفهرىّ، فقال: ما أقدمك يا عقبة؟ فإنى أعلمك تحبّ الإمارة. قال: فإنّ أمير المؤمنين يزيد عقد لى «٢» على جيش إلى إفريقية. فقال له عبد الله بن عمرو: إيّاك أن تكون لعنة أرامل أهل مصر، فإنى لم أزل أسمع أنه سيخرج رجل من قريش فى هذا الوجه، فيهلك فيه.

فقدم إفريقية، فيتبع «٣» آثار أبى المهاجر وضيّق عليه وحدّده، ثم خرج إلى قتال البربر، وهم خمسة آلاف رجل من أهل مصر، وخرج بأبى المهاجر معه فى الحديد، فقتل، وقتل أصحابه، وقتل أبو المهاجر معهم.

وكان مقتل عقبة بن نافع وأصحابه كما حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد فى سنة ثلاث وستين.

قال: ثم رجع إلى حديث عثمان وغيره، قال: ثم زحف ابن الكاهنة إلى القيروان يريد عمر بن علىّ وزهير بن قيس، فقاتلاه قتالا شديدا، فهزم ابن الكاهنة وقتل أصحابه، وخرج عمر بن على وزهير بن قيس إلى مصر بالجيش لاجتماع ملأ البربر، وأقام ضعفاء أصحابهما ومن كان خرج معهما من موالى إفريقية بأطرابلس.

<<  <   >  >>