للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- وموادعته ومصالحته صلى الله عليه وسلم ليهود المدينة. فعندما استقر صلى الله عليه وسلم بالمدينة كتب كتاباً بين المسلمين واليهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم واشترط لهم.١

وهذه أول معاهدة يعقدها النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين واليهود، وتعتبر من أنفس العقود الدولية، وأمتعها وأحقها، بالنظر والتقدير من الناس كافة، ويا حبذا لو كانت نبراساً للمسلمين في أصول المعاهدات، والعلاقات الدولية بينهم وبين مخالفيهم من أهل الأديان الأخرى.٢

إلى غير ذلك من المعاهدات والمهادنات الكثيرة، التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم بين المسلمين والمشركين.

ثالثاً: الإجماع:

لقد انعقد إجماع العلماء على جواز الهدنة مع غير المسلمين ولم يعلم لهم في ذلك مخالف.٣


١ انظر: زاد المعاد ٣/٦٥، والسيرة النبوية لابن هشام ١/٥٠١، ٥٠٤، والروض الآنف ٢/١٦، ١٨، والحديث طويل وهو متفق عليه في صحيح البخاري ٣/١٥،١٦ ومسلم ٣/١٣٨٩ كتاب الجهاد.
٢ الرسالة الخالدة ص ٩٢ ونظرية الحرب ص ٤٤٢.
٣ الاختيار ٤/١٢١، وفتح القدير ٥/٢٩٦، وبداية المجتهد ١/٣٨٧، وحاشية الدسوقي ٢/٢٠٥، وحاشية الشرقاوي ٢/٤١٧، وحاشية إعانة الطالبين ٣/٣٦٠، ومغني المحتاج ٤/٢٦٠، والمغني ٨/٤٥٩، والمبدع ٣/٣٩٨، وكشاف القناع ٣/١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>