للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابها أو تقف لهم وهم أحق قبل القسمة وبعدها.١

وبقول بقية فقهاء المذاهب الإسلامية إن الأملاك التي ملكها المسلمون من الأرض التي كانت دار إسلام، ترد إلى أصحابها قبل القسمة أو بعدها، قبل القسمة بلا قيمة، وبعد القسمة بالقيمة.٢

وقال الشرواني في الرد على ما قاله ابن حجر الهيتمي عموماً: "هذا تأويل خلاف ظاهر اللفظ إذ المتبادر- أي من قول الأصحاب- فلو هاجر لصار دار حرب كونه حقيقة وحكماً لا صورة فقط، وبعيد من حيث المعنى فليتأمل"

وبهذا يتضح لنا أن الفساد الذي ذكره ابن حجر الهيتمي غير متصور على مذهب الشافعية أنفسهم، وأيضاً على مذاهب بقية فقهاء الإسلام.

وبعد مناقشة هذه الأدلة يتبين لنا أن ما قالاه بعيد عن الواقع ومخالف لما قاله عامة أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين.

وفي هذا يقول بعض العلماء المعاصرين: "ومن ظن أن دار الإسلام لا يمكن أن تنقلب إلى دار كفر فقد أبعد النجعة٤ وفاته واقع الأندلس


١ الأم ٤/٢٥٤، ومغني المحتاج ٤/٢٣٢، والمهذب ٢/٢٢١.
٢ حاشية ابن عابدين ٤/١٦١، وبداية المجتهد ١/٣٩٨، والمغني لابن قدامة ٨/٤٣٠-٤٣١.
٣ حاشية الشرواني على تحفة المحتاج ٩/٢٦٩.
٤ النجعة: طلب العشب ومساقط الغيث في مواضعه. مختار الصحاح ص ٦٤٧، ومعجم لغة الفقهاء ص ٤٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>