للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وردها عن الهوى.١

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

قال القرطبي: "ليس الجهاد في الآية قتال الكفار فقط، بل هو نصر الدين والرد على المبطلين، وقمع الظالمين، وعظمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنه مجاهدة النفوس في طاعة الله وهو الجهاد الأكبر".٣.

وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يجاهد الإنسان نفسه فقال صلى الله عليه وسلم "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب"

وقال صلى الله عليه وسلم: "قدمنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قالوا وما الجهاد الأكبر يا رسول الله قال: جهاد النفس"

فجهاد الكفار الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد الأصغر، متوقف على


١ الجامع لأحكام القرآن ١٣/٩٩.
٢ العنكبوت: ٦٩.
٣ انظر: الجامع لأحكام القرآن ٣/٣٦٤ – ٣٦٥.
٤ أخرجه أحمد ٦/٢١ – ٢٢ والترمذي ٤/١٦٥ كتاب فضائل الجهاد حديث رقم ١٦٢١ وقال حديث حسن صحيح، والدارمي ٢/٢١١ كتاب الجهاد.
٥ أخرجه البيهقي ٩/١٢٥ بإسناد ضعيف، لكن معناه صحيح لأن المسلم إذا لم يجاهد عدوه الأكبر وهو نفسه لم يستطيع مجاهدة عدوه الأصغر وهم الكفار لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>