للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد. مرتين" ١

وجه الدلالة من الحديث:

دل الحديث على أن المسلم القاتل في دار الحرب، لا قصاص عليه، ولا دية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجب على خالد رضي الله عنه لا قصاص ولا دية مع أنه قتلهم في دارهم.٢

٧- وبما روي عن عقبة بن مالك الليثي رضي الله عنه قال: "بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية، فأغارت على قوم، فشذ رجل من القوم، وأتبعه رجل من السرية ومعه السيف شاهرة، فقال الشاذ: إني مسلم فضربه فقتله، فنمى٣ الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا شديدا، فقال القاتل: يا رسول الله ما قال إلا تعوذا من القتل، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا تعرف المساءة في وجهه وقال: إن الله أبى عليّ أن أقتل مؤمنا ثلاث مرات

وجه الدلالة منه:

قال أبو بكر الجصاص: "فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بإيمان المقتول، ولم يوجب على قاتله الدية، لأنه كان حربيا لم يهاجر بعد إسلامه"٥.


١ أخرجه البخاري ٣/٧١، كتاب المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة.
٢ انظر: المحلى ١٠/٣٦٨.
٣ فنمى: أي وصل.
٤ أخرجه أحمد في المسند ٤/١١٠، وذكره الجصاص في أحكامه ٢/٢٤٢.
٥ انظر: أحكام القرآن للجصاص ٢/٢٤٢، ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>