للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهم، وأن يحذروا أكثر من غيرهم.١

وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين بجهادهم ومحاربتهم وأخذ الحذر منهم، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} .٢.

وقد جاهدهم الرسول صلى الله عليه وسلم في عهده وأصحابه رضوان الله عليهم حق المجاهدة كما أمرهم الله بذلك.

وكما حذر القرآن الكريم من المنافقين ودعا إلى جهادهم فكذلك السنة فهي مملوءة بالتحذير منهم وبيان صفاتهم الخبيثة، وبيان الأدوية النافعة الشافية لعلاج داء النفاق. فيقول صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما: "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"

فالرسول صلى الله عليه وسلم يبين لنا في هذا الحديث الخصال التي إذا اجتمعت في شخص اتصف بصفة النفاق، ومع هذا البيان يحذرنا صلى الله عليه وسلم من الاتصاف بهذه الخصال ويأمرنا بتركها.


١ في ظلال القرآن ٨/١٠٨.
٢ التوبة: ٧٣، التحريم: ٩.
٣ أخرجه البخاري ١/١٥ كتاب الإيمان باب علامة النفاق واللفظ له. ومسلم ١/٧٨ كتاب الإيمان باب بيان خصال المنافق.

<<  <  ج: ص:  >  >>