للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٢- يزعم بودلي (١) أن جعفر بن أبي طالب دفن في احتفال عسكري عندما مات، وسار الجيش كله في جنازته، وخطب محمد عليه.. وذرفت عينا محمد الدمع عليه.

هذا الزعم باطل، إذ لم يرد في مصادر السيرة الموثوقة، والذي تذكره المصادر أن جعفراً استشهد في معركة مؤتة، وهي بالشام، دون دمشق، واستشهد معه القائدان الآخران: زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة، ونعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب"، وعيناه تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم" (٢) .

ومن المعروف شرعاً أن الشهداء وقتلى المعارك الجهادية يدفنون حيث استشهدوا أو صرعوا، وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في شهداء وقتلى بدر (٣) وأحد (٤) وحنين (٥) وفتح مكة (٦) وغيرها (٧) .


(١) الرسول، ص ٢٥٧
(٢) البخاري /الفتح (١٦/١٠٠ـ١٠١/رقم ٤٢٦٢، ٤٢٦٣) .
(٣) انظر، د. مهدي أحمد: السيرة النبوية، ط٢، (١/٤٤٦) .
(٤) ابن ماجه (١/٤٨٦/ك. الجنائز/ب. ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم، وقال السمهودي: وفاء الوفا (٣/٩٤١) : " رواه الترمذي وقال حسن صحيح عن جابر رضي الله عنه قال: كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم، فجاءنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرنا بدفن القتلى في مصارعهم، فرددناهم، وليحمل على من يبلغوا به المدينة، والله سبحانه وتعالى أعلم ") .
(٥) ابن هشام (٤/٣٤٦ـ٣٤٧) ، من حديث ابن إسحاق بدون إسناد، وفيه استشهاد عروة بن مسعود ودفنه مع شهداء حصار الطائف حسب وصيته.
(٦) انظر السيرة لمهدي أحمد.
(٧) روى أحمد من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ادفنوا القتلى في مصارعهم" المسند (٣/٣٠٨، ٣٩٨، ورواه غيره كأبي داود (٢/١٠٨/ك. الجنائز/ب. في الميت يحمل من أرض إلى أرض وكراهة ذلك، النسائي: المجتبى ٤١/٦٥/ الجنائز / أين يدفن الشهيد) .

<<  <   >  >>