للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٥- يقول بودلي (١) : "وما كان الذهاب إلى المسجد دليلاً على رسوخ الإيمان..".

إن هذا الكلام ليس على إطلاقه كما يفهم من كلام بودلي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه قال: "إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان "، وقال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: ١٨] (٢) ، وفي رواية أخرى: "إذا رأيتم الرجل يلزم المسجد فلا تحرجوا أن تشهدوا أنه مؤمن، فإن الله يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [التوبة: ١٨] (٣) ".

فالذي يرتاد المساجد لأداء الصلوات الخمس مع أول جماعة وفي جميع الظروف المناخية والعملية ودون رياء أو رجاء أمور دنيوية، لا بد أن يكون راسخ الإيمان. لأنه ليس هناك ما يجبره على ترك كل شهواته الدنيوية لأداء الصلاة في جماعة في المساجد، إلا رسوخ الإيمان.

أما إذا كان بودلي وغيره قد رأى أفراداً من المسلمين يصلون بعض


(١) الرسول، ص ٨٢.
(٢) رواه أحمد: المسند (٣/٦٨ـ٧٦) ، وضعف إسناده محققو الموسوعة الحديثية ـ المسند (١٨/ح١١٦٥١، ١١٧٢٥) ، وممن رواه: ابن خزيمة في صحيحه (١٥٠٢) ، وابن عدي في الكامل (٣/٩٨١) ، وهذا يعني أنه مما يحتج به في فضائل الأعمال؛ ابن ماجه (٢٨٠٢) ، ابن خزيمة (١٥٠٢) ، الترمذي (٢٦١٧، ٣٠٩٣) وحسنه الدارمي (١٢٢٦) ؛ الحاكم: المستدرك (١/٢١٢) ، وصححه من حديث أبي سعيد الخدري.
(٣) الحاكم (٢/٣٣٢) ، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>