للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٨- يذكر بودلي (٢) أن حسان بن ثابت قال شعراً لاذعاً في حديث الإفك يسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها.

إن الذي تذكره المصادر أن حساناً كان ممن خاض في حديث الإفك الذي يلوكه المنافقون (٣) ، والراجح أنه كان ممن جلد حد القذف (٤) . ولم نقف على شعره اللاذع الذي يسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى عائشة رضي الله عنها. فالذي تذكره المصادر هو شعره الذي رواه ابن إسحاق (٥) ، وقال إنه كان يعرض فيه بصفوان بن المعطل وبمن أسلم من العرب المضريين، ونصه:

أمسى الجلابيبُ (٦) قد عَزُّوا وقد كَثُروا ... وابنُ الفُرَيْعَةِ (٧) أمسى بيضةَ (٨) البَلَدِ

قد ثُكِلَتْ (٩) أُمُّه مَنْ كنتُ صاحبَه ... أو كان منتشباً في بُرْثُنِ (١٠) الأَسَدِ


(٢) الرسول، ص ١٩٩.
(٣) البخاري (فتح الباري ٨/ ٣٤٥-٣٤٦) (رقم ٤٧٥٧) ، وفيه أنه خاض فيه؛ الترمذي (٣١٨١) ؛ عبد الرزاق: المصنف (٥/١٩) ؛ أحمد (٦/٣٥) ، بإسناد ابن إسحاق؛ ابن هشام (٣/٤١٨) ، من حديث ابن إسحاق الذي رواه عنه أصحاب السنن، ولم يصرح فيه بالسماع، ولكن يكفي صحة رواية البخاري لمتنه.
(٤) انظر المصادر نفسها، وابن حجر: الفتح (١٨/٧٨) .
(٥) ابن هشام (٣/٤٢١ـ٤٢٢) ، بدون إسناد.
(٦) الجلابيب: الغرباء.
(٧) ابن الفريعة: يعني نفسه، والفريعة أمه.
(٨) بيضة البلد: تعني العظيم في قومه أو الذليل الذي ليس معه أحد.
(٩) ثكلت: فقدت.
(١٠) البرثن: جمعه براثن، بمنزلة الأصابع للناس، وقيل بمنزلة الأظافر.

<<  <   >  >>