للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معه، فأقام عليهم ستة أشهر لا يجيبونه إلى شيء، فبعث النبي عليَّ بن أبي طالب؛ وأمره أن يرسل خالداً ومن معه إلا من أراد البقاء مع علي فيتركه، وكنت مع من عقب مع علي، فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر، فجمعوا له، فصلى علي بنا الفجر، فلما فرغ صفنا صفاً واحداً ثم تقدم بين أيدينا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ كتابه خر ساجداً وقال: "السلام على همدان، السلام على همدان".

والرواية الثانية من حديث الواقدي (١) وتلميذه ابن سعد (٢) ، في خبر بعث الرسول صلى الله عليه وسلم علياً إلى اليمن للمرة الثانية، وفيها أنه خرج إلى اليمن، بلاد مذحج، في ثلاثمائة فارس، وعندما التقى بجمعهم دعاهم إلى الإسلام فأبوا ورموا أصحابه بالنبل والحجارة، فصف أصحابه، ودفع لواءه إلى مسعود بن سفيان السلمي، ثم حمل عليهم علي بأصحابه، فقتل منهم عشرين رجلاً، فتفرقوا وانهزموا، فكف عن طلبهم، ثم دعاهم إلى الإسلام، فأسرعوا وأجابوا، وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام، وقالوا: نحن على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله.. ثم قفل علي فوافى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، قد قدمها للحج سنة عشر.

والرواية الثالثة عند الواقدي (٣) ، عن سالم مولى أبي جعفر، مختصرة، وفيها أن الذين لقيهم علي وحاربهم كانوا جمعاً من زبيد وغيرهم.


(١) المغازي (٣/١٠٧٩) ، بإسناد منقطع موقوف على أبي رافع.
(٢) الطبقات (٢/١٦٩ـ١٧٠) ، وصدر الرواية بكلمة " قالوا"، مما يعني أنها من رواية شيخه الواقدي.
(٣) المغازي (٣/١٠٨١ـ١٠٨٢) .

<<  <   >  >>