للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قدرة الحصول على ما تبغي، فقد كانت متمتعة بكل ما يخلب الألباب، وكانت فاتنة،.." (١) . ويقول في مكان آخر من كتابه: ".. وإن السؤال الذي يظهر أنه لم يجد الجواب العلمي المعقول بعد، هو: هل كانت عائشة بريئة أو غير بريئة؟ كانت حمنة (٢) تصر دائماً على أن مقابلة عائشة لصفوان (٣) كانت مدبَّرة، فلعلها كانت تتألم من الثمانين جلدة، وحتى لو كان الأمر كذلك ففي رواية عائشة نُقَطٌ ضعيفة. كيف تنطلق دون أن تخبر أحداً، وهي تعلم أن القافلة وشيكة الرحيل، ثم تضيّع وقتاً طويلاً في البحث عن قلادتها؟! إن عنصر الوقت هنا هام.." (٤) .

لم يخل كتاب مستشرق مغرض من هذه الفرية. وهم يسيرون في طريق أسلافهم من الكفار والمنافقين الذين أثاروا الفرية في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولو كان هؤلاء مؤمنين بالقرآن الكريم لصدَّقوا قول الله سبحانه وتعالى في براءة عائشة رضي الله عنها من تهمة أهل الإفك، وهو الذي سمى ما أشيع حولها إفكاً، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: ١١] ، وقال: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [النور: ١٢] . وسماه بهتاناً عظيماً، حين قال: {وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ


(١) بودلي: الرسول، ص ١٩٥.
(٢) هي حمنة بنت جحش، أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش.
(٣) صفوان بن المعطل رضي الله عنه، هو الذي اتهمه أهل الإفك بعائشة رضي الله عنها.
(٤) بودلي: الرسول، ص ٢٠١.

<<  <   >  >>