للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو العاشرة (١) ، وقيل في الثالثة عشرة (٢) ، أو الخامسة عشرة، أو السادسة عشرة (٣) .

ومن كان في سن الخامسة ولم يعرف عنه السجود لصنم قط، لا يمكن أن يقال: شب على الوثنية الهاشمية.

أما إذا استند بودلي ومشايخه إلى رواية ابن إسحاق غير المسندة، وفيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما دعا علياً للإسلام طلب منه أن يكفر باللات والعزى والبراءة من الأنداد، فهذه الرواية لا يحتج بها، ومع افتراض الاحتجاج بها تاريخياً، فهي لا تنهض دليلاً على أنه كان يمارس عبادة الوثنيين في مكة، لأن هذا مما كان يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم لبيان أصول العقيدة الإسلامية التي جاء بها.

والملاحظ أن درمنجهم، أحد مراجع بودلي، يقول بعكس ما يقول بودلي، فتأمل قوله: "لم يكن عليٌّ حين أسلم يبلغ الحلم، ولم يعبد الأصنام، ولم يسجد لغير الله، فصار اسمه يذكر مقروناً بعبارة: " كرم الله وجهه" (٤) ".


(١) ابن هشام (١/٣١٢) ، من حديث ابن إسحاق، بدون إسناد، واختاره ابن حجر في الإصابة (٢/٥٠٧) ، حيث قال: " ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح "؛ ابن إسحاق: السير والمغازي، ص ١٣٧، بإسناد ضعيف، إذ لم يجزم برواية عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد، وموقوف على مجاهد.
(٢) المحب الطبري: الرياض النضرة (٣/١٠٩) ، وقال: أخرجه القلعي عن ابن عمر.
(٣) الطبراني: الكبير (١/٥٤) ، بإسناد مرسل، من حديث الحسن البصري، ومراسيله قوية إلا النادر جداً- انظر المراسيل للسجستاني، وفي إسناده قتادة، وهو مدلس، والإسناد ضعيف لهذا السبب، ورواه أحمد: فضائل الصحابة (٢/٥٨٩/رقم ٩٩٨) ، من ذات الطريق؛ والمحب الطبري: الرياض (٣/١٠٩) ، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بلاغاً.
(٤) حياة محمد، ص ٨٨.

<<  <   >  >>