للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبني (١) وإسماعيل يناوله الحجارة التي كان يأتي بها محمولة على رقبته (٢) ، ويقولان كما حكى الله عنهما في القرآن الكريم: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٣) [البقرة: ١٢٧-١٢٩] .

عندما ارتفع البناء وضعف إبراهيم عليه السلام عن رفع الحجارة إلى مكان البناء، وذلك لكبر سنه (٤) ، جاءه ابنه إسماعيل بحجر ليقوم عليه أثناء البناء (٥) ، ويحوله في نواحي البيت حتى فرغ من البناء؛ وعرف هذا الحجر بمقام إبراهيم أو حجر المقام، لقيامه عليه أثناء البناء (٦) . ولما وصل البناء إلى مكان معين يحتاج إلى حجر معين، طلب إبراهيم من إسماعيل أن يأتيه به، فانطلق يلتمس المطلوب، ولكن عندما عاد بحجر، وجد أن الحجر المطلوب قد ركب في مكانه المطلوب، فقال: يا أبتي: من أتاك بهذا الحجر؟ قال: أتاني به من


(١) البخاري / الفتح (١٣/١٤٩/برقم ٣٣٦٤) .
(٢) الطبري: التفسير (٣/رقم ٣٣٦٥) ؛ الأزرقي: أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار (٢/٣٢) .
(٣) البخاري / الفتح (١٣/١٥١/رقم ٣٣٦٥) ؛ الأزرقي: أخبار مكة (٢/٣٢) ، بإسناد صحيح.
(٤) البخاري / الفتح (١٣/١٥١/رقم ٣٣٦٥) ؛ الأزرقي: أخبار مكة (٢/٣٢) ؛ الطبري: التفسير (٣/٦٨/رقم٢٠٥٦) .
(٥) البخاري / الفتح (٣/١٥١/رقم ٣٣٦٥) ، الأزرقي (٢/٣٢) .
(٦) البخاري / الفتح (١٣/١٤٩/رقم ٣٣٦٤) ؛ الأزرقي: أخبار مكة (٢/٣٢) .

<<  <   >  >>