للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن الأثير كما نقل عنه ابن منظور: (١) "إنما رد عليه ليختلف اللفظان، ويجمع له الثناء بين معنى النبوة والرسالة، ويكون تقديراً للنعمة في الحالين، وتعظيماً للمنة على الوجهين، والرسول أخص من النبي، لأن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً".

والنبوة هي الإخبار عن الله تعالى، وتلك كانت وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام، الذين منهم محمد صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم هو ما أخبره الله به بواسطة الوحي ليبلغه إلى الناس الذين أرسل إليهم، ليهديهم به إلى الطريق الصحيح الذي يريده الله لهم. فمحمد بهذه الصفة نبي ورسول، وكلتا الصفتين صحيحة، وليس كما يزعم بودلي " أنه رسول لا نبي وأن الصفة الصحيحة هي رسول ". نعم من معاني كلمة النبي " الطريق " (٢) ، والأنبياء " طرق الهدى"، فهم يهدون الناس إلى الطرق الصحيحة (٣) .

لقد وردت كلمة نبي صفة لمحمد صلى الله عليه وسلم في تسع وثلاثين آية من القرآن (٤) . فهل هذا العدد ما يمكن أن نطلق عليه عبارة بودلي: "وإن كان محمد ينعت بها [أي صفة النبوة] أحياناً". وهل يجوز لبشر أن يعقب على كلمات الله؟! (لا تعقيب لكلماته) ، وهل إذا وردت كلمة الرسول صفة لمحمد صلى الله عليه وسلم أكثر مما وردت كلمة النبي صفة له، يجوز لنا وصف الصفة الأكثر وروداً بأنها


(١) لسان العرب (١/١٦٣) ، حرف النون والباء والهمزة.
(٢) المرجع نفسه.
(٣) المرجع نفسه (١٥/٣٠٣) ، حرف النون والباء والياء.
(٤) انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، إعداد محمد فؤاد عبد الباقي.

<<  <   >  >>