للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي تشير إلى وجود نصارى من قبيلة كلب التي ينتمي إليها والد زيد، ومن قبيلة طيئ التي تنتمي إليها والدة زيد (١) .

وهل اختطف زيداً قريب لخديجة في غارة على الشام؟

المعروف في مصادر التاريخ الإسلامي الموثوقة أن سعدى بنت ثعلبة بن عامر، والدة زيد بن حارثة بن شرحبيل بن عبد العزى بن امرئ القيس، زارت قومها وزيد معها، فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية على منازل بني معن، رهط سعدى، فاحتملوا زيداً وهو يومئذ غلام يافع، فوافوا به سوق عكاظ، فعرضوه للبيع، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له (٢) .

وهكذا تظهر لنا منهجية بودلي في التعامل مع حقائق تاريخنا الإسلامي والجهل أو التزييف واضحة في هذه المسألة، مما يغني عن الإطالة.

وهل كان زيد شديد السمرة قبيح الوجه كما يزعم بودلي؟!

تذكر مصادرنا الحديثية والتاريخية المعتمدة أنه لم يكن كما وصفه بودلي. فقد قال أبو داود (٣) : وسمعت أحمد بن صالح يقول: كان أسامة بن زيد أسود شديد السواد مثل القار، وكان زيد والده أبيض من القطن. وفي رواية: كان


(١) انظر في هذا: الأب لويس شيخو اليسوعي: النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، القسم الأول في تاريخ النصرانية وقبائلها في عهد الجاهلية، طبع مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين في بيروت، ١٩١٢م، ص ١٣٠ـ١٥١.
(٢) انظر في هذا المصادر الآتية: ابن حجر: الإصابة (١/٥٦٣/رقم ٢٨٩٠) ؛ ابن سعد: الطبقات الكبرى (٤/٤٠) ؛ ابن عبد البر: الاستيعاب (١/٥٤٤) ، ابن كثير: البداية والنهاية (/٤٤٨/ التركي) .
(٣) السنن، تحقيق محيي الدين عبد الحميد (٢/٢٨٠ /ح٢٢٦٨ /كتاب الطلاق / باب: في القافة) .

<<  <   >  >>