للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرئيسة - يقول إن أبابكر كان من ذوي الغنى واليسار بما قام به من التجارة.

وهكذا يتضح لنا أن بودلي يناقض نفسه في المسألة الواحدة وينتقي من مصادره المعلومات التي تساعده على فكرته، وهو منهج يتبعه كثيراً غلاة المستشرقين (١) .

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه تاجراً ناجحاً، ولكن بعد إسلامه أصبح مضرب الأمثال في الزهد كذلك. فقد ثبت أنه أراد أن يسابق أبابكر في التصدق، عندما حثهم الرسول صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فجاء بنصف ماله للرسول صلى الله عليه وسلم صدقة، وجاء أبوبكر بكل ماله، ولذا أقسم عمر رضي الله عنه ألا يسابق أبابكر إلى شيء بعد هذا (٢) . وتصدق بمائة أوقية لتجهيز جيش غزوة تبوك (٣) .

وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه تاجراً ناجحاً، ويكفي ما رواه البخاري (٤) والترمذي (٥) وغيرهما من أنه جهز جيش العسرة، جيش غزوة تبوك. وروى أحمد (٦) والترمذي (٧) والحاكم (٨) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن عثمان في ذلك اليوم: "ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم" (٩) . وأخباره في الإنفاق في سبيل


(١) انظر كتاب مناهج المستشرقين في الدراسات الإسلامية.
(٢) الترمذي: السنن (٩/٧٧/٣٧٧٦، وقال: حسن صحيح، أبو داود: السنن (٢/٣١٣) ؛ الحاكم (١/٤١٤) .
(٣) ابن عساكر: تاريخ دمشق، (١/٤٠٨ ـ ٤٠٩) بإسناد ضعيف.
(٤) الفتح (١٤/١٩٤ ـ١٩٥/ك. الفضائل /ب. مناقب عثمان رضي الله عنه) .
(٥) الألباني: صحيح سنن الترمذي (٣/٢٠٨/ح٢٩١٩، ٣٩٦٥) .
(٦) المسند (٥/٦٣) ، وحسن إسناده محققو الموسوعة الحديثية ـ المسند (٣٤/ح٢٠٦٣٠) .
(٧) الألباني: صحيح سنن الترمذي (٣/٢٠٩/ح٢٩٢٠، ٣٩٦٧) ، وحسنه الألباني.
(٨) المستدرك (٣/١٠٢) ، وصححه ووافقه الذهبي.
(٩) وانظر التفاصيل في المصادر المذكورة وغيرها.

<<  <   >  >>