للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما قوله إن هنداً لم تُسْلم وماتت كافرة، فلا أساس له من الصحة. فقد ذكرنا من رواية الطبري (١) أنها كانت ممن بايع الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام في اليوم الثاني لفتح مكة، وروى ذلك أيضاً ابن سعد (٢) .

وروى البخاري (٣) ومسلم (٤) وغيرهما (٥) خبر مجيئها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقولها له: "يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحبَّ إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك..".

أما زعمه بأنه كان لها عشاق، فلم نقف على مصدر هذه المعلومة. والذي نرجحه أنه يشير هنا إلى حديث مسافر وهند، وخلاصته من رواية ابن حبيب (٦) وأبي الفرج الأصفهاني (٧) أن مسافر بن أبي عمرو كان يعشق هنداً بنت عتبة، فخطبها إلى أبيها بعد فراقها الفاكه بن المغيرة، فلم ترض ثروته وماله، فوفد على النعمان بن المنذر اللخمي ليستعينه على أمره. فبينما هو عند


(١) التاريخ (٣/٦١ ـ ٦٢) ، بلاغاً. وانظر رأي ابن كثير في هذا الأثر، التفسير (٨/١٢٤) .
(٢) الطبقات (٨/٩) ، من مرسل الشعبي، بإسناد صحيح، كما قال ابن حجر في الفتح (٤/٤٢٥) ، وعن ميمون بن مهران.
(٣) مع الفتح (٤/٢٩٦ ـ ٢٩٧/ح٣٨٢٥) .
(٤) صحيحه (٣/١٣٣٩/ح١١٧١٤) .
(٥) ترجم لها ابن حجر في الإصابة (٤/٤٢٥ـ٤٢٦) ، ولم يذكر خبراً يطعن في حسن إسلامها وموتها على الإسلام الصحيح، ابن سعد (٨/ ٢٣٦) من حديث الواقدي عن موسى بن عقبة، ومغازي ابن عقبة من أصح المغازي كما شهد العلماء، وهو من رجال الكتب الستة.
(٦) المنمق في أخبار قريش، ص ٤٦١ـ٤٦٢، تصحيح وتعليق خورشيد أحمد.
(٧) الأغاني، (٨/٤٩) .

<<  <   >  >>