للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها: إعفاؤهم من أداء الصلاة، بحجة عدم استساغتهم الركوع والسجود، ومن الوضوء بحجة أن بلادهم باردة الطقس، فلم يقبل، وقبل إعفاءهم من الزكاة والجهاد، وقال: "سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا" (١) . ولا توجد شروط تتعلق بتسليم الطائف. فقد تركهم الرسول صلى الله عليه وسلم وشأنهم منذ أكثر من عام، وكل الشروط المذكورة في المصادر الإسلامية الموثوقة لم تتضمن مسألة تسليم الطائف.

ويزعم أن خسارة المسلمين في حصار الطائف، كانت مروعة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم فقد بعضاً من أحسن قواده (٢) .

لم تكن خسارة المسلمين مروعة أيام حصار الطائف، لأن عدد شهداء المسلمين كان حينها اثني عشر رجلاً فقط (٣) ، ولم يفقد الرسول صلى الله عليه وسلم بعضاً من أحسن قواده. فقد ذكر ابن إسحاق (٤) أسماءهم، وليس من بينهم من عرف أنه كان من كبار قادته، ولكن أشهرهم عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما، والسائب بن الحارث بن قيس بن عدي، وهما من السابقين إلى الإسلام (٥) ، ولكنهما لم يكونا من أحسن القادة.


(١) أبو داود: السنن (٢/١٤٦) ، بإسناد حسن؛ أحمد: المسند (٤/١٦٨) ، قال الهيثمي في المجمع (٤/٢٤٥) :رجاله ثقات؛ ابن هشام (٤/٢٤٩) ، من حديث ابن إسحاق بإسناد معضل، ولكنْ له أصل.
(٢) الرسول، ص ٧٣.
(٣) أحمد: المسند (١/٢٣٦، ٢٤٣، ٢٤٨) ، بإسناد ضعيف؛ ابن هشام (٤/١٧٩) ؛ من حديث ابن إسحاق بدون إسناد؛ ابن سعد (٢/١٥٩، بدون إسناد، الواقدي (٣/٩٣٢) .)
(٤) ابن هشام (٤/١٨١) .
(٥) انظرهم في الإصابة (٢/٢٨٣) و (٢/٨) .

<<  <   >  >>