مثل هذا الموقف يتعرض الضمير لنقاش حرج، عندما يكون المرء بحيث يستغل الاستعمار كلامه كما يستغل صمته، فهذه الصفحات تعد إذن محاولة للتوفيق بين واجب الصمت وواجب الكلام، ولعل القارئ الشاب يجد فيها المنبه الذي يلفت نظره إلى واقع الصراع الفكري، ويكفيه أن يفتح عينه لكي يرى بنفسه أمارات هذا الصراع قائمة حوله. وربما يستطيع أن يستخلص من الوقائع المعروضة لنظره، نتائج لم تلفت انتباهنا، أو أغفلناها عمداً خلال هذا العرض، احتياطاً من التطويل ورغبة في الموضوعية.
وكل ما نتمناه هو أن تقوم في بلادنا رابطة من المثقفين، لكشف هجمات الاستعمار على الجبهة الفكرية، حتى لا تبقى الأفكار معرضة لتلك الهجمات دون نجدة ولا مدد.