هذه أول محاولة للمؤلف في كتابة اللغة العربية مباشرة، فشأنها شأن كل محاولة: إنه لا يمكنها أن تكون في صورة مرضية.
وإذن فلا غرابة ألا يجد القارئ في هذه الصفحات الرونق الأدبي الذي تعوده عند كتاب العربية، وعليه فإذا حصل له ملل خلال القراءة، على الرغم من الجهد الذي بذله الأستاذ عمر مسقاوي، الذي تفضل بمراجعة الأصول من أجل، تقويم الأسلوب اللغوي، فإن هذا الملل أمر متوقع.
غير أن القارئ العربي سوف يجد تعويضاً عن ذلك من ناحية أخرى. إذ ربما يكون أول من يقرأ ما يكتب في هذا الموضوع. ولا يفوتنا في هذا التنبيه أن نلفت نظر القارئ من الآن إلى ما نعني بالأدب التقدمي بوصفه مصطلحاً تناولته هذه الدراسة في أكثر من مكان: إننا نعني الأدب الذي ظهر في بعض الأوساط الفكرية في البلاد الأوربية، ويمثله في فرنسا كتاب مختلفون في الاتجاه السياسي مثل (مورياك) أو (روبرت برا) من اليمين، و (سارتر) أو (فرنسيس جانسون) من اليسار.