بالكاف حرفا دون لام أو معه ... واللام إن قدمت ها ممتنعه
ــ
من القصر لأنه لغة الحجاز، وبه جاء التنزيل، قال الله تعالى:{هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ}[آل عمران: ١١٩] ، والقصر لغة تميم.
تنبيه: استعمال أولاء في غير العاقل قليل. ومنه قوله:
٧٦- ذم المنازل بعد منزلة اللوى ... والعيش بعد أولئك الأيام
وما تقدم هو فيما إذا كان المشار إليه قريبًا "ولدى البعد" وهي المرتبة الثانية من مرتبتي المشار إليه على رأي الناظم "انطقا" مع اسم الإشارة "بالكاف حرفًا" ألف انطقا مبدلة من نون التوكيد الخفيفة، وحرفًا حال من الكاف: أي انطقن بالكاف محكومًا عليه بالحرفية، وهو اتفاق. ونبه عليه لئلا يتوهم أنه ضمير كما هو في غلامك، ولحق الكاف
ــ
قوله:"فمؤول" من تأويلاته أنه على لغة من يلزم المثنى الألف. قوله:"مطلقًا" حال من جمع وهو نكرة بلا مسوغ من المسوغات الآتية في باب الحال فيكون مجيء الحال منه من القليل.
قوله:"والمدّ أولى فيه من القصر" فيه أن المد والقصر من خواص المعرب عند النحاة وأولى مبني. والجواب أنه جرى على عرف اللغويين والقراء الذين لا يخصونهما بالمعرب. ووزن الممدود فعال وقيل فعل كهدى زيد في آخره ألف فانقلبت الثانية همزة ووزن المقصور فعل اتفاقًا وألفها أصل لعدم التمكن وقيل منقلبة عن ياء لإمالتها وتنوين الممدود لغة. قال ابن مالك: والجيد أن يقال إن صاحب هذه اللغة زاد نونًا كنون ضيفن وبناء آخره على الضم لغة وكذا إشباع الهمزة أوله وإبدال أوله هاء مضمومة وإبداله هاء مفتوحة تليها واو وساكنة كذا في التسهيل وشرحه وتكتب مقصورة وممدودة بواو قبل اللام لئلا يلتبس باليك جارًا ومجرورًا وتكتب ألف المقصورة ياء. قوله:"قليل" ومنه في القرآن: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا}[الإسراء: ٣٦] . قوله:"ذم" بفتح آخره تخفيفًا وكسره على الأصل وضمه اتباعًا وهي على هذا الترتيب في الحسن على ما يظهر لي. والمراد بالعيش المعيشة. قوله:"قريبًا" أي حقيقة أو حكمًا وكذا في البعد. قوله:"ولدى البعد" أي بعد المشار إليه قليلًا أو كثيرًا على رأي الناظم أنه له مرتبتين كما سيأتي. قوله:"على رأي الناظم" أي تبعًا لبعض النحاة، وعزى لسيبويه وهو الراجح لأنه سيأتي أن ترك اللام لغة التميميين والإتيان بها لغة الحجازيين، فلو كانت المراتب ثلاثة كما عليه الجمهور للزم أن التميميين لا يشيرون إلى البعيد والحجازيين لا يشيرون إلى المتوسط. قوله:"محكومًا عليه بالحرفية" أشار إلى أن هذه الحال وإن كانت جامدة لفظًا هي
٧٦- البيت من الكامل، وهو لجرير في ديوانه ص٩٩٠ وفي "الأقوام" مكان "الأيام"؛ وتخليص الشواهد ص١٢٣، وخزانة الأدب ٥/ ٤٣٠؛ وشرح التصريح ١/ ١٢٨؛ وشرح شواهد الشافية ص١٦٧؛ وشرح المفصل ٩/ ١٢٩؛ ولسان العرب ٥/ ٤٣٧ "أولي"، والمقاصد النحوية ١/ ٤٠٨؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ١٣٤؛ وشرح ابن عقيل ص٧٢؛ والمقتضب ١/ ١٨٥.