وبعضهم أعرب مطلقا وفي ... ذا الحذف أيا غير أي يقتفي
ــ
وحذف صدر صلتها بنيت على الضم نحو:{ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ}[مريم: ٦٩] ، التقدير أيهم هو أشد، وإن لم تضف أو لم يحذف نحو أي قائم وأي هو قائم وأيهم هو قائم أعربت، وقد سبق الكلام على سبب إعرابها في المبنيات "وبعضهم" أي بعض النحاة وهو الخليل ويونس ومن وافقهما "أعرب" أيا "مطلقًا" أي وإن أضيفت وحذف صدر صلتها، وتأولا الآية: أما الخليل فجعلها استفهامية محكية بقول مقدر والتقدير {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ}[مريم: ٦٩] ، الذي يقال فيه أيهم أشد. وأما يونس فجعلها استفهامية أيضًا لكنه حكم بتعليق الفعل قبلها عن العمل؛ لأن التعليق عنده غير مخصوص بأفعال القلوب، واحتج عليهما بقوله:
١١٢- إذا ما لقيت بني مالك ... فسلم على أيهم أفضل
ــ
صلتها بأن ينتفيا معًا نحو أيّ هو قائم أو تنتفي الإضافة دون الحذف نحو أي قائم، أو ينتفي الحذف دون الإضافة نحو أيهم هو قائم، فهذه الصور الثلاث منطوق عبارته على قاعدة أن النفي إذا توجه إلى مقيد بقيد صدق بانتفاء المقيد والقيد معًا وانتفاء المقيد فقط وانتفاء القيد فقط أما إذا أضيفت وحذف الصدر فتبنى وهذه صورة المفهوم والشارح قدم بيان المفهوم على بيان المنطوق لقلته. ووجه البناء في الأخيرة قيام موجبه وهو الشبه الافتقاري مع عدم المعارض لتنزيل المضاف إليه منزلة صدر الصلة فكأنه لا إضافة. ومن أعربها في هذه الصورة أيضًا لم يقل بهذا التنزيل. ووجه إعراب الثلاث الأول وجود المعارض من الإضافة اللفظية في الثالثة والتقديرية في الأوليين لقيام التنوين فيهما مقام المضاف إليه ولم ينزل التنوين في الثانية منزلة الصدر لضعفه عن ذلك ولأن قيام التنوين مقام المضاف إليه معهود كما في كل وبعض وحينئذٍ بخلاف قيامه مقام المبتدأ. قوله:"وصدر وصلها ضمير" ظاهره التقييد بالضمير. ويحتمل أن يقال إن الاسم الظاهر كذلك نحو جاء أيهم ضاربه أي جاء أيهم زيد ضاربه في مقام عهد فيه أن زيدًا ضرب واحدًا من الجماعة سم. ويؤخذ مما ذكر ما نقل عن أبي حيان أنها إذا وصلت بظرف أو مجرور أو جملة فعلية أعربت إجماعًا.
قوله:"على الضم" للإشارة به لكونه أقوى الحركات إلى أن للكلمة حالة إعراب وأصل التحرك لالتقاء الساكنين. قوله:"وإن لم تضف" أي سواء ذكر صدر الصلة أو حذف بقرينة
١١٢- البيت من المتقارب، وهو لغسان بن وعلة في الدرر ١/ ٢٧٢؛ وشرح التصريح ١/ ١٣٥؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٦٣؛ وله أو لرجل من غسان في شرح شواهد المغني ١/ ٢٣٦؛ ولغسان في الإنصاف ٢/ ٧١٥؛ ولغسان أو لرجل من غسان في خزانة الأدب ٦/ ٦١؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ١٥٠؛ وتخليص الشواهد ص١٥٨؛ وجواهر الأدب ص٢١٠ ورصف المباني ص١٩٧؛ وشرح ابن عقيل ص٨٧؛ وشرح المفصل ٣/ ١٤٧، ٤/ ٢١؛ ٧/ ٨٧؛ ولسان العرب ١٤/ ٥٩ "أيا" ومغني اللبيب ١/ ٧٨؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٤.