في النكرات أعملن كليس لا ... وقد تلي لات وإن ذا العملا
ــ
الثالث اقتضى إطلاقه أيضًا أنه لا فرق بين العاملة عمل ليس كما تقدم والعاملة عمل إن، نحو قولهم: لا خير بخير بعده النار أي لا خير خير "في النكرات أعملت كليس لا" النافية بشرط بقاء النفي والترتيب على ما مر، وهو أيضًا خاص بلغة الحجاز دون تميم. ومنه قوله:
٢٣٣- تعز فلا شيء على الارض باقيا ... ولا وزر مما قضى الله واقيا
ــ
قوله:"في أشعارهم" كقول الفرزدق:
لعمرك ما معن بتارك حقه
قوله:"بدخول أن" أي أو بعدم الترتيب لا بانتقاض النفي بإلا فالمفهوم فيه تفصيل فلا اعتراض. قوله:"لا خير بخير" بحث فيه باحتمال كون الباء ظرفية لا زائدة والخبر الجار والمجرور. وأجاب غير واحد كالبعض بأن هذا الاحتمال خلاف الظاهر وإن ادعى الدماميني ظهوره. وأنا أقول: لا بد من التزام هذا الاحتمال أو التزام كون الكلام على زيادة الباء مقلوبًا لأن المعنى المقصود من هذا الكلام نفي كينونة الخير في الخير الذي بعده النار أي نفي وجود شيء من الخير في الخير الذي بعده النار وهذا إنما يفيده الكلام إذا جعل مقلوبًا والأصل لا خير بعده النار خير، وليس المقصود نفي الخيرية التي بعدها النار عن الخير كما يفيده جعل الباء زائدة من غير التزام القلب لأن معنى كون لا لنفي الجنس أنها لنفي الخبر عن الجنس. فإن قلت: يغني عن التزام القلب جعل بعده النار صفة لاسم لا. قلت: يلزم حينئذٍ الفصل بين الصفة والموصوف بأجنبي وهو خير وحيث كانت دعوى الزيادة محوجة إلى ارتكاب القلب الذي هو خلاف الأصل كان احتمال الظرفية هو الظاهر وفاقًا للدماميني فتدبره في غاية الحسن والمتانة. قوله:"في النكرات" إنما اختص عمل لا بالنكرات لأنها عند الإطلاق لنفي الجنس برجحان والوحدة بمرجوحية وكلاهما بالنكرات أنسب. ا. هـ. سم أما التي لنفي الجنس نصًا فعاملة عمل إن وأورد على تخصيص عمل لا بالنكرات أنه وقع في أمثلة سيبويه ما زيد ذاهبًا ولا أخوه قاعدًا. وأجيب بأنه لا عمل للإبل هي زائدة والاسمان تابعان لمعمولي ما قاله المصرح. قوله:"كليس" حال من لا أو مفعول مطلق على معنى عملًا كعمل ليس.
قوله:"بشرط بقاء النفي والترتيب" أي بين اسمها وخبرها ولم يقل وعدم الاقتران بأن لأنها لا تقترن بها أصلًا فلا يحتاج إلى اشتراطه وبقي شرطان عدم تقدم معمول خبرها على اسمها
٢٣٣- البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٨٩؛ وتخليص الشواهد ص٢٩٤؛ والجني الداني ص٢٩٢، وجواهر الأدب ص٢٣٨؛ والدرر ٢/ ١١١؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٩؛ وشرح شذور الذهب ص٢٥٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦١٢؛ وشرح ابن عقيل ص١٥٨؛ وشرح عمدة الحافظ ص٢١٦؛ وشرح قطر الندى ص١١٤؛ ومغني اللبيب ١/ ٢٣٩؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٠٢؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٥.