وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي تَرْجَمَةِ الْوَازِعِ، بَلْ تَكَلَّمَ فِيهِ وَقَالَ: كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ عَلَى قِلَّةِ رِوَايَتِهِ، وَيُشْبِهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الْمُتَعَمِّدُ لِذَلِكَ، بَلْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي رِوَايَتِهِ لِكَثْرَةِ وَهْمِهِ، فَبَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ لِمَا انْفَرَدَ عَنِ الثِّقَاتِ بِمَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ.
وَقَالَ فِي الْمُغِيرَةَ بْنِ سِقْلابٍ: كَانَ مِمَّنْ يُخْطِئُ، وَيَرْوِي عَنِ الضُّعَفُاءِ وَالْمَجَاهِيلِ، فَغَلَبَ عَلَى حَدِيثِهِ الْمَنَاكِيرُ وَالأَوْهَامُ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي حَدِيثًا كَتَبْتُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ مُصْعَبِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ سِقْلابٍ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ قَدْ تَوَضَّأَ وَفِي قَدَمِهِ مَوْضِعٌ لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبْ فَأَتِمَّ وُضُوءَكَ» .
فَفَعَلَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute