٢- إن منهج التحليل الذي اعتمد عليه منهج علمي، يعرض الآية ثم يحللها فيُؤَوِّل الظاهر، ويخصص العام، ويقيد المطلق، ويبين المجمل من القرآن أو السنة، أو بما يراه صالحًا لذلك، ثم يأتي بالنتيجة لبناء ما يترتب عليها.
٣- الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل ولم تحكم فيها أصول العادة وقواعد السياسة وطبائع العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني، ولم يقس فيها الغائب بالشاهد والحاضر على الذاهب، فربما لا يؤمن فيها من العثور ومزلة القدم، والحيدة عن جادة الصدق.
وإذا كان مدلول الخبر مستحيلًا، فلا فائدة من التعديل والتجريح للرواة.
٤- يسوي في بحثه بين ظاهر اللفظ وما وراء الظاهر، ويعتبر ذلك روح النص، فلم يكن من أهل الظاهر يقفون عند ظواهر الألفاظ، ولا هو من الباطنية الذين يغفلون ظاهر اللفظ ويسرفون في باطنه بلا سند من دين أو لغة.
٥- يرى أن الأدب مدخل للتفسير؛ كالأصول اللازمة للمفسر من لغة وأصول فقه؛ لذا كانت عبارته قوية في مبناها، غزيرة في معناها. والأدب سبيل بين الله والنفس، ولسان بين الجمال والحسن، وسلام بين الروح والجسم، ودليل بين الهوى والخير، ونسب بين القرابة والبعد.
٣- القرطبي:
هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المفسر، كان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين، أوقاته معمورة ما بين توجه وعبادة وتصنيف.