للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عزل إسماعيل١ واهتمت الصحف الأوربية بهذا الحزب وتحدثت عنه حديث البرم به الساخط عليه، وأهمها جريدة "التيمس" فذكرت أنه تقليد لحزب تركيا الفتاة وأنه جعل مبادئه صورة مطابقة لمبادئ الثورة الفرنسية من الحرية والإخاء والمساواة، وأن معظم أعضائه من أبناء الإسرئيليين الشرقيين الذين تمولوا في مصر وصاروا من كبار الأغنياء٢.

وكانت الخصومة بين جريدة "مصر الفتاة"٣ وبين "الوطن" خصومة مؤذية إن صح هذه التعبير، فقد عجزت الوطن عن مجادلتها فكفت عن ذلك وأعلنت أنها في قصور إذا كان الميدان الشتم والسباب٤، وكانت جريدة مصر الفتاة أول الصحف التي ثارث على توسيع اختصاصات الرقيبين فأنذرت لحملتها على الحكومة بهذه المناسبة٥ ثم رأت الحكومة في نفس اليوم وبإيعاز من الرقيبين أن الإنذار عقاب هين لا يليق بجرم الحملة التي قادتها الجريدة فصدر الأمر بتعطيلها تعطيلًا نهائيًا "لشرها مقالات وأخبارًا عدتها الحكومة مهيجة للخواطر والأفكار"٦.

وعوقب أديب إسحاق عقابًا شديدًا لحملته الصحفية على الأجانب وعلى الرقيبين والحكومة المصرية معهما، وإصراره العنيف على ألا يتهاون في هذه الحملة، فعطلت جريدتاه "مصر" و"التجارة" بعد أن أنذرتا، وقالت الحكومة في قرار التعطيل "حيث سبق صدور الإنذارات مرارًا عديدة


١ مرآة الشرق ٢٦ يونيو عام ١٨٧٩م.
٢ الوطن في ٢٧سبتمبر عام ١٨٧٩م.
٣ من شعارها "البحث عن حقوق كل إنسان فاكر" ومصر للمصريين. وكانت تصدر باللغتين العربية والفرنسية ومن محرريها أديب إسحاق وقد أقامت الدعوى على الحكومة أمام المحكمة المختلطة بعد أن أغلقها رياض باش "راجع طرازي، ج٣، ص٥٧".
٤ الوطن ١١ أكتوبر عام ١٨٧٩م.
٥ لومونيتور إجبسيان ١٧ نوفمبر عام ١٨٧٨م.
٦ الوقائع المصرية ١٧ نوفمبر ١٨٧٩.

<<  <   >  >>