في هذه الخاتمة إضافات جديدة لم تعرفها الطبعات السابقة من هذا الكتاب وتضم فصلين، أحدهما يعالج تاريخ الصحافة المصرية من سنة ١٩٤٠ إلى سنة ١٩٥٢، وثاني الفصلين يناقش دورها منذ حركة الجيش في يوليو ١٩٥٢ إلى نهاية عهد الرئيس محمد أنور السادات في سنة ١٩٨١.
ولا أزعم أني قد وفقت كل التوفيق في تسجيل هذا التاريخ في الحقبتين المذكورتين، وقد جاهدت نفسي حتى أكون موضوعيًّا حين أبسط الرأي، فأنا واحد ممن عاشوا هذا التاريخ قبل ثورة يوليو، ولا يزال يعيش مع الملايين الذين يدبون على الأرض ويتعصبون لهذا التاريخ بالحق والباطل، لذلك كانت محاولتي كشف الحقيقة وبيان المستور دون تأثر بما كان حولي، وهو أمر دقيق، وخاصة في الفصل الثاني الذي يترعض لتاريخ الصحافة في عهد الثورة، فأصحاب هذا التاريخ لا يزال معظمهم أحياء، والتاريخ -كقاعدة- لا يكتب وأصحابه أحياء.
وتقول الأساطير الفارسية إن الملك ولي العرش بعد وفاة أبيه، وكان شديد الوفاء له، وكان الملك الراحل صاحب منجزات، فأراد ابنه أن يسجل هذه المنجزات، فدعا المؤرخين وطلب إليهم أن يضعوا في سيرة أبيه ومنجزاته كتابًا يرجع إليه طلاب العلم في المقبل من الأجيال، وإلا سيطر عليهم سلطان الحاكم، وأصبح هذا التاريخ مضغة في الأفواه؛ لأن التاريخ لا يكتب وأصحابه أحياء، والملك الراحل لا يزال حيًّا في شخصك يا مولاى.
لذلك كانت المحاولة لكتابة الفصل الثاني من هذه الخاتمة لمن يحاول أن يبرز الصحيح في تاريخ الصحافة المصرية في هذه الحقبة من الزمان.