هذا فضلًا عن التشويش الذي سوف يقابله المؤرخ وهو يعالج تاريخ الصحافة في هذه الفترة، فالكتب التي صدرت والمذكرات التي طبعت والمقالات التي نشرت، والأحاديث التي أذيعت، كلها يناقض بعضها بعضًا، ويكاد يعجز القارئ لها أو المستمع إليها عن أن يستشف منها شيئًا صحيحًا لا يأتيه الباطل من أي جانب.
وقد ترددت كثيرًا في دراسة هذا التاريخ، وفكرت أن أصدر هذه الطبعة صورة لما سبقها من الطبعات التي وقفت بهذا التاريخ عند سنة ١٩٤٠، غير أن الأصدقاء من تلاميذي أساتذة كلية الإعلام ألحوا على أن أحاول ما استطعت فأكتب سيرة الصحافة المصرية في السنوات الأربعين الأخيرة حتى تصبح الطبعة الجديدة من هذا التاريخ كاملة تحكيه في نحو قرنين من الزمان.
وأرجو أن يغفر لي القارئ إن بدا في هذين الفصلين شيء من قصور فقد حاولت أن أشق صدري وأنفض عنه الهوى حتى يصبح عرض الفصلين صادقًا أمينًا كسائر فصول هذا الكتاب.