للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالإسكندرية، وأنه وإن كانت المقالة خالية من العبارات المخلة بشأن الحكومة إلا أنه لا يجوز لمستخدمي الحكومة جميعًا أن يكاتبوا الجرائد١" ولعل سبب ذلك الضيق بالصحيفة الإنجليزية وبمن يكتب فيها أن أخذت جانب العرابيين وهو موقف دفع له بلنت بسخاء٢.

يسجل اللورد كرومر في تقريره أن الصحافة المصرية قطعت عشرين عامًا بعد الاحتلال من غير تاريخ، وهو تسجيل ينقضه بلاغ الحكومة الذي يحاسب صحف "الوطن" و"إسكندرية" و"مرآة الشرق" و"البرهان" و"الأهرام" على بعض المقالات النقد التي وجهتها للاحتلال، ثم يزاوج البريطانيون بين الصحافة المصرية والصحافة الأجنبية في المعاملة فينذرون جريدتهم "الإجبشيان جازيت" ويغرموها عشرين جنيهًا لأنها تجاوزت حدودها فيما نشرته من مقالات في يومي ٩ و١١ أغسطس سنة "١٨٨٣"٣.

وينقض تاريخ الأهرام أيضًا ما ذهب إليه كرومر، حقًّا إنها بدأت بعودتها إلى الظهور في ٢٩ سبتمبر "١٨٨٢"٤ حاملة على "العاصي عرابي ورفاقه البغاة" مادحة أنصار الخديوي "كسعادتلو سلطان باشا"٥ ناشرة صورة رائعة في صدرها للجنرال السير ولسلي قائد الحملة الإنجليزية على مصر مؤرخة حياته في معظم الصحفة الأولى، وهو في مقدمة الصور التي نشرت في الأهرام فيما نعلم٦، ومجمل القول إنها بدأت لينة للاحتلال ورجاله وإن حفلت صفحاتها


١ مصر للمصريين، ج٦، ص٢٤٢ - ٢٤٣.
٢ التاريخ السري، ص٣٣٢.
٣ الأهرام ١٨ أغسطس عام ١٨٨٣.
٤ قضى قومسيون التعويضات الدولية المصرية المنعقد بالإسكندرية في يوليو عام ١٨٨٣ لسليم بك تقلا بمبلغ ١٩٠ ألف فرنك تعويضًا عن الخسائر التي لحقته خلال الثورة العرابية وذلك بحكم رقم ٥٩٧٩ "راجع الوقائع المصرية في ٢٠ أغسطس" عام ١٨٨٣".
٥ الأهرام ٣ أكتوبر عام ١٨٨٢,
٦ الأهرام ٥ أكتوبر عام ١٨٨٣.

<<  <   >  >>